رئيس التحرير
عصام كامل

عن مسخرة عارضة الأزياء ولاعبي المنتخب!


لم يترك الرئيس السيسي كافة مشاغله ليذهب ويلتقي برجال المنتخب المصري قبل البطولة الأفريقية لشحذ الهمم وتعبئة الطاقات ورفع المعنويات كي تظهر إحداهن وتفسد كل ذلك!


ولم يترك الرئيس السيسي كل مشاغله دون أن يفوض أحدا في افتتاح البطولة الأفريقية ليمنح الافتتاح ما يستحقه من زخم ومن قوة ومن ترتيب دولي ومن تقييم تاريخي وليعطي دفعة معنوية هائلة للمنتخب وللجماهير المصرية ثم تأتي إحداهن لتفسد كل ذلك!

قي كأس العالم انتقدنا ما جرى في روسيا من أمور أثرت على تركيز لاعبي المنتخب رغم أن ما جرى كان بعيدا بعيدا.. الآن يحدث الأمر نفسه ولأسباب تبدو حتى الآن تافهة.. لا تحقيق بشأنها، ولا يؤكدها شيء، ولا يعلم نيات أطرافها إلا الله وحده.. لكن هل يصح أن نقع في الفخ هكذا؟

حتى لو كانت صاحبة الضجة المثارة محقة في ادعائها، وهناك فعلا من اللاعبين من أساء في تعليقاته على حسابها على "إنستجرام" إليها، وجرحها بتعبيراته وطريقته بما اعتبرته تحرشا أو غزلا غير بريء، فهل كان اختيار التوقيت ملائما؟ هل تختلط الشكوى بالبحث عن الشهرة على حساب الوطن ومصالحه وأمنيات شعبه؟

وإن غابت الحكمة عن الشاكية لأسباب لا نعرفها، ربما ترتبط بالسن أو الثقافة أو لأسباب أخرى فهل يصح أن يقع إعلامنا في الفخ؟ هناك أمور يتم قتلها بالتجاهل أو بالترحيل حتى كتابة هذه السطور نكتبها بصعوبة بالغة وبعد تفكير طويل ونأمل أن تتراجع على الفور أي نسبة اهتمام بالأمر وعلى الأقل حتى انتهاء البطولة..

أمور كثيرة كان يمكن بها احتواء الموقف كحوار عاجل يجريه مسئول باتحاد الكرة أو المنتخب مع الشاكية وإقناعها بتأجيل الأمر إلى ما بعد انتهاء البطولة.. لمصلحة المنتخب وليس على سبيل التعتيم على الموضوع.. وغيرها من أفكار عديدة كان يمكن احتواء الأمر بها!

لكن وقد بلغ الأمر حد الشد والجذب واشاعات عن منع الهواتف عن لاعبي المنتخب لذا يتحمل المصريون الآن عبء التعامل مع الأمر، ورفع معنويات لاعبيه، وهذا يتطلب أولا اعتبار كل من اتهمتهم الشاكية أبرياء وحتى إثبات العكس وهذا هو المنطق، وهكذا تقول قواعد العدل والقانون، ثانيا أن تنتشر صور لاعبي المنتخب وأولهم من وردت أسماؤهم تشجيعا وتحفيزا، ونطالبهم بتحقيق أداء جيد وانتصارات في المباريات القادمة دون ذكر أي سبب إلا أن هذا هو الأمل في المنتخب ولاعبيه!
هذه المسخرة يجب أن تتوقف، وبعد انتهاء البطولة سيكون لكل حادث حديث..
الجريدة الرسمية