رئيس التحرير
عصام كامل

لا لبضائع عدوي التركي !


الحوار والتفاوض أو المقاطعة والممانعة أدوات تعرفها الدول في التعامل فيما بينها في أوقات الأزمات، سواء كانت الأزمة في طور التشكل والنمو أو في طور الاكتمال فالانفجار. 
العقل المفتوح ينزع إلى الحوار والى التفاوض، وكلاهما يعنى الإنصات وقبول جزء من وجهة نظر الخصم، والتوصل إلى حل وسط، يمنع تصعيد الموقف إلى ضرب نار. يحدث هذا دومًا مع أشد الناس عداوة، إذا أظهروا رغبة في تجاوز الموقف المعقد. لم يحدث هذا في موقف تركيا مع الدولة المصرية.


لايحتاج المصريون إلى أدلة قطعية على أن تركيا عدو بالغ العداوة لمصر، وتكن للوطن المصرى أسوأ النوايا، وتغذي أعداءه بالسلاح والخطط والتمويل، وتنشر على حدوده داعش والقاعدة والنصرة وحسم.

هل في ذلك أدنى شك؟ ثم إن الحالة النفسية لأردوغان تجاه الرئيس السيسي بلغت نقطة العقدة المركبة، وهو غير قادر على استيعاب أن مصر أطاحت بمشروعه العثمانلي، وأنه لن يكون أبدًا النسخة المعاصرة من السلاطين العثمانيين، بل صار أداؤه السياسي مثار السخرية في أوروبا التي حرمته من الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

هذا رجل على رأس دولة لم يخف عداءه لمصر لحظة، ويعتبر "محمد مرسي" شهيدًا، وأن الدولة أدت بإهماله إلى موته، وهذا رجل يسعى لمحاكمة مصر دوليًّا وتأليب العالم علينا، فكيف يستقيم كل هذا الحقد مع تنامي واردات مصر التجارية من الدولة التركية؟!

تركيا عدو مزمن، كما أن إسرائيل عدو وجود، وهي تبتز كل من يتعامل معها، وترى في ثورة المصريين في الثلاثين من يونيو على الجماعة الإخوانية الإرهابية، بمثابة ثورة على حزب العدالة والتنمية التركي ذاته!

من أجل هذا، أدعو إلى مقاطعة السلع والبضائع التركية وعدم شرائها والتوقف عن الإقبال عليها، لأن رواجها يعني تعزيز قيمة الليرة التركية، ودعم الخزانة التركية، وتوفير الأموال اللازمة لتمويل عمليات داعش الخسيسة لقتل أبنائنا في الجيش وفي الشرطة. 
لا يستقيم أبدًا أن تمول رصاصات عدوك لتستقر في صدور أولادك، ولنسف الأمن والأمان ولإطلاق عقيرة رجل مختل نفسيًّا ضدك في المحافل، يستعدي عليك الدنيا بينما أنت تتغزل في بضائع مصانعه، كلما ذهبت لشراء مشترك كهربائي يقول لك "خد التركي".. حقائب سيدات "خد التركي".. مبردات، سخانات، مراوح، قمصان، عباءات، فساتين، بلوزات، بدل رجالي، سواريهات حريمي، يقول لك "خد التركي"!
خذ التركي وعمَّر سلاح الأغا بفلوسك؛ ليقتل ابنك ويطعنه غدرًا في الكمائن.

هذا موقف لا أدعو الدولة إليه، إنما أدعو الشعب الذي خرج يحمي دولته ويصونها قبل خمس سنوات إلى وقف شراء المنتجات التركية.. نحن في حالة حرب معلنة وصريحة وعدوك أمامك فكيف تغذيه بمالك ليقتلك؟! الدولة تنتهج سياسات استثمارية تشجيعية، وتطمح لاجتذاب المزيد، وأتصور أنها لن تقدم على هذه الخطوة رسميًّا لأنها تنتحر اقتصاديًّا إن فعلت، تكون ضربت سياساتها في مقتل، ونحن نتفهم هذا جيدًا. 

ومن ثم فالشعب وحده هو من يستطيع إفشال وجود البضاعة التركية في أسواقنا وإتاحة الفرصة للمنتجات المصرية التنافسية، وقد تطورت، ويمكنها سد النقص، فضلًا عن أن السوق مفتوحة لبضائع دول أخرى لا تقتل أولادي بفلوسي!

كلما عززت الاقتصاد التركي في السوق المصرية، زاد الإنفاق التركي على الجماعات الإرهابية، وارتفعت وتيرة العمليات الجبانة في سيناء، وعلى الحدود الغربية مع ليبيا.. قاطعوا البضائع التركية.. وفروا دماء أولادكم.. إن عدوك يقتلك بأموالك!
الجريدة الرسمية