رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صلاح جاهين يكتب: شوية بكاء

صلاح جاهين
صلاح جاهين

في مجلة صباح الخير عام 1967 كتب الشاعر الفنان صلاح جاهين مقالا قال فيه: ذات يوم اجتاح مكتبى عاصفة من الشعور المنكوشة والعيون اللامعة المحدقة في الأضواء.. فنانون تشكيليون.


لكن كلا منهم يعمل في حقل بعيد عن الفن التشكيلى، يعمل طوال النهار وعند المساء ينفض يده من حياته اليومية ويتجه إلى الفن، يذهب إلى المرسم الحر بكلية الفنون الجميلة بالزمالك ويدخل المحراب.

جاءوا إلى مكتبى وجلسوا من حولى المهندس والخبير وسيدة المنزل والطالب وقالوا لى هناك غيرهم كثيرون رجال قانون وأطباء وأجانب.. وكلهم يشكون من هذا المرسم الحر الذي كان المتنفس الوحيد لمواهبهم الفنية.

كانت الدراسة ستة أيام أسبوعيا، أنقصها العميد أحمد الحسينى إلى ثلاثة فقط، كانوا يتلقون محاضرات في تاريخ الفن والتشريح فألغاها العميد.

كانوا يعملون وأمامهم موديلات بشرية فمنع العميد الاستعانة بالموديلات البشرية وقال تقدروا تنقلوا من كارت بوستال.

سيطر على العاملين بالمرسم حالة من الفزع وشعور بأن العميد يقوم بعملية تطفيش مدروسة ومنظمة حتى لا يزاحم دارسوها طلبة الكلية المنتظمين فقامت المظاهرات.

والعبد الفقير كاتب هذه السطور لا ينسى حب كلية الفنون الجميلة وقسمها الحر الذي كان له أكبر الفضل في تدريبه وتكوينه كرسام، إلى جانب الكثيرين ممن لمع نجمهم في الحياة الفنية وأقربهم صلاح الليثى رسام الكاريكاتير.

استطعت أن أفهم ما حدث من العميد، كان بسبب ضغط المصروفات، وأتساءل هل بعد أن انتصف العام يرغب العميد في إلغاء المرسم الحر، وأنا غير متفائل لأن الكلية أصبحت أشبه بالمدرسة الثانوية بعد أن أتى إليها الطلبة المنتظمون عن طريق مكتب التنسيق.

والله العظيم يا ناس أنا كنت تلميذا بالأرياف وكنت أحضر مع أسرتى لزيارة أقاربنا في شبرا فأرجع المشوار سيرا على قدمي حتى الزمالك وأمام باب مدرسة الفنون الجميلة.. وكنت أجلس على الرصيف متعبدا في جمالها.

عموما أعتقد أن حل هذه المشكلة في يد وزارة الثقافة أن تفتح مراسم لهؤلاء في طول البلاد وعرضها ولا الحوجة ومذلة الاستجداء.
Advertisements
الجريدة الرسمية