رئيس التحرير
عصام كامل

علي جمعة يحدد طريق المسلم لاستكمال عباداته بعد رمضان


طالب الدكتور على جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، من متابعيه ألا يسهوا عن القرآن والطاعة بعد انتهاء شهر رمضان، محددا عددا من الخطوات التي يمكن اتباعها لاستكمال العبادات بعد انتهاء شهر رمضان، واستعان بآيات سورة الجمعة، التي اعتبرها نبراسًا وطريقًا لاستكمال المسلم لعباداته بعد انقضاء شهر رمضان.


وكتب الدكتور على جمعة تدوينة على فيس بوك قال فيها: "مع دستور من هذه الدساتير التي أرشدنا الله سبحانه وتعالى إليها، في سورة الجمعة انظر إليها وتدبرها وتأملها مرة بعد مرة، وأنت تحصل على برنامج عملي لأيامك المقبلة التي تواجهها وتستقبلها بعد خروجك من رمضان، وبعد ما رضي الله عنك وتعرضت لنفحاته في هذا الشهر الكريم، من صيامٍ وقيامٍ وذكرٍ وتلاوة، وبعد هذه الصلة الربانية التي شعر بها كل واحد منا، حتى مر الشهر وكأنه يوم".



وأضاف: "يقول ربنا سبحانه وتعالى في مفتتح سورة الجمعة: {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ} الكون يسبح، وهو معنى ينبغي أن تستحضره دائمًا أيها المسلم أن هذه الكائنات التي حولك تسبح لله رب العالمين: {وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ} هذه الكائنات تسبّح؛ فلا تكن أنت النغمة النشاز -التي لا تسبِّح- ضمن هذه الكائنات المسبحة بحمد ربها".

وتابع: "لا تنسى الله، ولا تنس ذكر الله، واجعل لسانك رطبًا بذكر الله، أما أن تنسى فقد دخلت في إطار أقوامٍ آخرين {نَسُوا اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} وكانوا من المنافقين، والله سبحانه وتعالى لا يرضى لعباده الكفر، والكفر أنواع: كفر بالله الرحمن يمس عقيدة المرء، وكفر بالنعمة بعدم شكران المنعم سبحانه وتعالى، وكفر بالعشير - وهو الزوج أو من تعاشر أيان كان - بنكران إحسانه إليك؛ فلا تكفر بنعم الله عليك {وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا} {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}.

وقال: "يأتي الرجل إلى رسول الله ﷺ ويقول له: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ شَرَائِعَ الإسْلاَمِ قَدْ كَثُرَتْ فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؟ قَالَ: (لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّه)".

ونصح على جمعة المسلم قائلا: "إذن فعليك أن تذكر الله قيامًا وقعودًا وعلى جنبك في كل حال، اجعل لسانك يذكر الله حتى مع عدم استحضار القلب؛ فإن ذكر الله سبحانه وتعالى يرجعك التارة بعد الأخرى إلى حظيرة القدس؛ فإن ذكر الله مع الغفلة خير من عدم ذكره بالمرة لا بالقلب ولا باللسان، اذكر ربك باللسان، واتلُ القرآن، واجعل بينك وبينه حصة في كل يوم..".

وأضاف: "اجعل وردًا بينك وبين القرآن حتى لو لم تتدبر معانيه؛ فإنك في يومٍ سوف تتدبر، لا تترك الصلاة لأنك لا تخشع فيها؛ صلِّ وداوم على الصلاة حتى يأذن الله سبحانه وتعالى أن يملأ هذا الوعاء بالنور، وأن يملأه بالأسرار، وأن يملأه بالأنوار، وأن يملأه بالملك والملكوت؛ فإن قلب المؤمن لا يسعه شئ في هذا الكون؛ من اتساعه لمعرفة الله الواحد القهار".
الجريدة الرسمية