رئيس التحرير
عصام كامل

جمهور الزمالك.. "الصابر المخلص الوفي"


بكل صراحة.. لا أجد كلمات مناسبة أصف بها جمهور الزمالك الذي يعتبر من وجهة نظري حصل على لقب "الصابر المخلص الوفي".. فطالما صبر عن الإخفاقات، ودائما هو الأكثر اخلاصا ووفاء لناديه.. وما شاهدته يوم الأحد الماضي بملعب برج العرب من هذا الجمهور -الذي زحف من الصباح وهو صائم لمساندة فريقة في النهائي الأفريقي– يجعل الأبدان تقشعر، خاصة وأن هذا الجمهور تحمل ما لا يمكن تحمله، ويكفي أن فريقة بعيد عن منصات التتويج الأفريقي منذ 17 عاما.


التهنئة الأولى الواجبة بعد حصول الزمالك على لقب الكونفدرالية يجب أن توجه إلى هذا الجمهور العظيم.. هذا الجمهور الذي يعتبر هو الوحيد المنتمي للنادي، ولكن لا يستفيد بل على العكس فهو يدفع من ماله الخاص ويضحي بوقته وجهده ويتحمل نفسيا وكل الضغوط من أجل ناديه..

فهو لا يسعى إلى مكافأة بعد الحصول على لقب البطولة، ولا يرغب في شهرة ولا فكر في استغلال الانتصارات، ولا يريد المتاجرة بها.. فهو الحلقة الوحيدة داخل مصنع البيت الأبيض التي تعمل بلا مقابل، وتعشق بلا غرض، وتضحي بكل حب ورضا.. فهو لا يريد سوى الانتصار وحصد البطولات للكيان..

فهو الجمهور المجنون بعشق هذا الكيان، ولا يمكن أن يفكر في عشق غيره حتى لو أصيب هذا الكيان في فترة من الفترات بالمرض، مثلما حدث خلال الفترة من 2005 إلى 2014 والتي لم يحصل فيها الزمالك سوى على بطولة واحدة فقط هي كأس مصر.

التهنئة الثانية الواجبة مؤكد ستكون للاعبين الذين –بكل اختصار– أعادوا زمن الروح القتالية في الملعب لفريق الزمالك، بعد أن مر هذا الفريق بسنوات طويلة من المعاناة بسبب اللاعبين الموظفين الذين كانوا بلا روح ففقدوا كل البطولات.. روح "طارق حامد" و"محمود علاء" و"عبد الله جمعة" وباقي اللاعبين ساهمت بشكل كبير في الحصول على البطولة.

التهنئة الثالثة والأخيرة موجهه للجهاز الفني ومجلس الإدارة.. فالمدير الفني للفريق كريستيان جروس وبدون الدخول في تفاصيل تحمل ما هو فوق طاقة البشر.. ورغم تحفظي على النواحي الفنية بالنسبة لهذا المدرب الا أنه حقق في النهاية بطولتين جديدتين للزمالك حتى الآن، وهنا وجبت التهنئة لمدربي الزمالك الصاعدين المميزين "أمير عزمي مجاهد" و"أيمن عبد العزيز" ودورهما في مساعدة "جروس" حتى لو كانت هذه المساعدة قليلة على قدر ما هو ممنوح لهما من صلاحيات..

أيضا لابد من الإشادة بدور "أمير مرتضى" المشرف العام على الفريق الذي نجح إلى حد كبير في السيطرة على حالة الهرج الإعلامي، التي كانت سائدة من قبل، ولكن يجب أن يدرك "أمير مرتضى" بأن نتائج الفريق من بداية الموسم ساعدته على ذلك –حتى لو كان البعض متوهم بأن فرق السوشيال ميديا هي السبب- لأن أسرار الزمالك معروفة لدى الكثيرين ولكن غير معلنة بسبب نتائج الفريق الإيجابية أولا ثم جهود المشرف العام على الفريق ثانيا.

وأخيرا.. يجب توجيه التهنئة إلى رئيس الزمالك على اعتبار أنه لا يوجد مجلس إدارة للنادي منذ فترة طويلة.. والتهنئة هنا لسببين.. الأول لأنه نجح في تغذية لاعبي الفريق بأفضل أنواع الغذاء بالنسبة لهم وهو "الفلوس".. فأي لاعب في أي نادي في العالم يتغير إلى الأفضل مع هذا الغذاء..

والثاني يتمثل في أنه خاطر كالعادة وتصدر المشهد الإعلامي قبل النهائي الأفريقي ولذلك كان هو أيضا الذي سيتصدر مشهد "الانتقاد العنيف" من الجمهور ووسائل الإعلام – باستثناء كل ما هو يندرج تحت بند العاملين من الإعلاميين والصحفيين بالنادي- في حالة عدم تحقيق الفريق هذه البطولة أمام 100 ألف متفرج.. فهذه المخاطرة مع توفير الغذاء المناسب للاعبين يستحق عليه رئيس الزمالك التهنئة بعد كل من قمنا بتهنئتهم.. وأعتذر لرئيس الزمالك لأنني لم أصنفه في مقدمة التهاني لأنه يعلم علم اليقين بأنني لست مثلهم!
وللحديث بقية طالما في العمر بقية..
الجريدة الرسمية