رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

متى يستعيد إعلامنا دوره؟! (2)


كم يرجو الناس لو عاد إعلامنا تنمويًا يناقش بموضوعية وتجرد واحترافية شواغلنا الوطنية والقومية وواجبات الوقت وهمومه الحقيقية، وما تتطلبه مرحلة البناء والبقاء..


إعلامًا يتسلح بالعلم والضمير الوطني وأدوات العصر، والتأهيل المطلوب ومهارات الاتصال وكفاءة التأثير، والقدرة على مساندة الدولة في حربها ضد الإرهاب والفكر المتطرف قبل المواجهة الأمنية، التي هي من الأهمية بمكان فضلا على استئصال شأفة الفساد والإهمال ومعوقات النجاح والتطور..

إعلامًا للخدمة وليس إعلام السلعة.. إعلام ما ينبغي أن يقدم للناس وليس إعلام ما يطلبه المستمعون أو "الجمهور عايز كده".. إعلامًا يبني منظومة تفكير ووعي وعقل جمعي لا يقبل كل ما يلقي إليه من أخبار وشائعات وفبركات إعلامية، هدفها التشويش والإحباط..

إعلامًا لا سلطان عليه إلا ضميره وميثاق شرفه ومصالح وطنه، يلبي احتياجات مجتمعه ويساير تطورات عصره وتحولاته الكبرى.. إعلامًا يتبنى قضايا مهمة مثل تحويل القيم السلبية كالتواكل والإسراف والدجل إلى قيم إيجابية تسهم في تحقيق التنمية الحقيقية للوطن..

إعلاما يعبر بنا إلى المستقبل ويعبِّر بصدق عن نبض الشارع، لا يكتفي بنقل ما يستجد من أخبار وتحليلات عن مصادر قد تتعارض توجهاتها مع خياراتنا ومصالحنا، بل يكون صانعًا لتلك الأخبار والتحليلات وفق منهج علمي يناصر قضايانا ويشحذ هممنا ويبصرنا بمواطن الضعف والقصور والخلل، ويحافظ على قيمنا وتقاليدنا وأخلاقنا وثوابتنا الوطنية والقومية، لا أن يتسبب في ضياعها أو تحللها.

إعادة ترتيب البيت الإعلامي من الداخل صارت ضرورة لا غنى عنها لتجاوز أمراض المهنة وإنقاذها من التردي والانحطاط.. فالإعلام أحد مقومات الأمن القومي، ودائمًا ما يسبق الإعلام الجيوش في أرض المعارك، وفي تهيئة الشارع لتقبل أي قرارات اقتصادية أو سياسية مهمة.. كما أنه يصوغ الرأي العام ويصونه من محاولات التشويش والتضليل والاستهداف المنظم بالشائعات والافتراءات التي هي إحدى أدوات حروب الجيل الرابع والخامس.
Advertisements
الجريدة الرسمية