رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«ميت يعيش» المحبة


في مائدة رمضانية عامرة بالحب، دعيت إلى إفطار الوحدة الوطنية بقرية "ميت يعيش"، إحدى قرى مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، تلك المائدة التي أقيمت بتكاتف أبناء القرية الساعين في لم الشمل، بالتعاون مع الأجهزة التنفيذية بها.


كان أبرز حضور حفل الافطار، القس "توماس" راعى كنيسة القرية، والذي كان حضوره بمنزلة دلالة واضحة على حالة المحبة الدائمة المتوطدة بين شقي القرية، فهذا وفد من مسلمي القرية توافد على الكنيسة لتقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد قبل ذلك، قابله وفد آخر من أقباط القرية لمشاركة تلك الاحتفالية الرمضانية.

ومن مفاجآت تلك الاحتفالية، ما أعلنه أحد القيادات الشعبية، عن اعتزام راعي الكنيسة التبرع بمبلغ مئة ألف جنيه مساهمة في إعادة بناء أحد المساجد القديمة بالقرية، والذي تتم حاليا إجراءات هدمه وإعادة بنائه، وهو ما أثلج صدور الحاضرين جميعا من فيض المحبة والتكاتف الحقيقي في بناء صرح ديني للمسلمين، بمساهمة من إخوتهم الأقباط.

********
موضوع آخر بُحت أصوات أبناء القرية فيه، مطالبين وزارة الصحة والأجهزة المحلية والتنفيذية بالمحافظة، بتحويل مستشفى القرية المجهز طبيا بتجهيزات غير مسبوقة، إلى مستشفى مركزي يستقبل حالات الطوارئ ويعمل على مدار 24 ساعة، بدلا من وضعه الحالي كوحدة طب أسرة، وسيُسهم ذلك في إنقاذ أرواح الآلاف من أبناء القرية والقرى المجاورة لها، والتي تضطر حاليا إلى الاستعانة بإحدى السيارات الخاصة لإنقاذ المريض ذهابا إلى مستشفى المركز، وهو ما قد لا يساعد فيه عنصر الوقت.

وطلبت قبل ذلك من الدكتور أحمد عماد الدين وزير الصحة السابق، التدخل العاجل لإصدار قرار بتحويل المستشفى إلى مركزي يخدم ما لا يقل عن ٢٥٠ ألف نسمة، هم أبناء قرى القطاع الجنوبي لميت غمر، وأكرر المطلب ذاته إلى الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، بإصدار قرار بتحويل المستشفى، خاصة وأن تجهيزاته تسمح بهذا تماما من غرف رعاية، وعدد أسرّة وحضانات، وبنك للدم، وغرف للاشعة، ما يؤهله للقيام تماما بهذا الدور.

يامعالي الوزيرة، أهالي القرية تكفلوا بالمستشفى وتجهيزاته بالكامل ولا ينقصهم إلا اعتمادك فقط.

***********
مشكلة أخرى يعاني منها أبناء القرية وهي سوء حالة ضخ مياه الشرب في المنازل، مايؤدي إلى استعانة أغلب الأهالي بمواتير رفع مياه بشكل دائم، وهو الذي يرفع استهلاك الكهرباء، ويؤدى أيضا إلى حدوث هدر في المياه نتيجة الاندفاع الشديد لها بفعل الضخ الزائد من المواتير، رغم عدم احتياجهم هذا الكم منها حال الاستخدام، مطالبين بتشغيل وحدة الرفع بمحطة مياه الرحمانية القريبة التي تخدم في مجملها العديد من القرى وتؤدي إلى رفع المياه إلى الأدوار العليا بمنسوب طبيعي، بلا أي هدر وبما يتواءم مع سياسة الدولة في ترشيد استهلاك المياه.

***********
وأخيرا.. هي لفتات حب تظهر كم المودة والأخوة والوحدة بين لُحمتي قرية واحدة، ومطالبات تبرز معاناة الأهالي مع أهم الخدمات المهمة لحياتهم رغم عدم تحميلهم الدولة أية أعباء إضافية، رغبة منهم في تحسين المرافق العامة من خدمات صحية ومياه وكهرباء وطرق.

لا نطلب المستحيل مطلقا، ونأمل ألا يصبح مستحيلا يوما ما.. نتمنى هذا.. وكل عام ومصر وأهلها وشقيها مسيحي ومسلم بكل الخير والمحبة.


Advertisements
الجريدة الرسمية