رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا عدنا نخاف من بعضنا البعض


سؤال أسأله لنفسي كل يوم.. ما هو السبب الذي جعلنا نخاف من بعضنا البعض مع أننا كلنا في النهاية إنسان؟ ما هو السبب الذي جعل كل أملنا أن نعيش في مجمع سكني (كمبوند) منعزل؟ الإجابة بالتأكيد ستكون لكي يضمن الأمان، ومع ذلك يبقى البعض منا أكثر خوفا أن يتعامل مع من هم خارج المجمع السكني المغلق، فهو يخاف منهم.


إذن هناك مشكلة حقيقية في مجتمعنا لا ندري بها، أو ندري بها، لكن لا نعرف كيف نتعامل معها، وعلينا دراستها، وإيجاد الحلول السريعة لها قبل أن تتفاقم حتى لا يؤثر شعور عدم الثقة على منع المعاملات أو تخفيضها للحد الأدنى للكفاف، والسبب خوف الناس من بعضهم البعض وفقدان الثقة بينهم.

هل هذا الإدراك نتج من تجاربهم السابقة للغدر مع الناس؟ أم تبخرت القيم التي تحكم السلوك الإنساني بيننا؟ وهل ضعف القانون الذي يحكم المعاملات أدى إلى أن البعض لا يستعين بالقانون، وبدلا من أن يلجأ إليه لحمايته قد يتنازل الفرد عن حقه خوفا منه؟.. وإن لجأ إليه.. هل توجد عدالة سريعة تعيد الحقوق للناس وتهدئ روع قلوبهم؟ وهل لا توجد ضمانات للعهود والوعود؟ إذا هناك حلقة مفقودة وهي التي أبحث عنها.

البعض أصبح يتوقع الغش قبل الاطمئنان، والخيانة قبل الأمانة، والخداع قبل الثقة والأمان، وأصبح من الضروري جدا بناء أسوار عالية حائلة على حدودنا في الأرض، أو أسوار معنوية على حدود شخصياتنا لنحتمي بها من المعتدين.

لقد أصبح علينا استعراض قوّتنا للتهديد بها بدلا من أن نتعارف بيننا، فعندما لم يعد يعلم الإنسان من أين تأتيه السهام قد يكون كذلك، وذلك لب المشكلة، حيث يبدأ بمهاجمة الآخرين قبل أن يهاجموه، وكأننا للأسف نعيش في غابة.. ولا شك أن أمان المجتمعات أساسه علاقة تملؤها الرحمة ويسودها الأمان.

هل نرضى أن نكون كذلك؟ وإذا كان هذا رأينا في بعضنا فكيف يكون رأي العالم فينا؟ وهل هكذا تكون المجتمعات الآمنة أم نحاول أن نغير هذا الواقع حتى نخلق بيئة محيطة داعمة للناس، وليست بيئة هدامة لهم.. أعتقد أننا قادرون على صنع مستقبل نأمن فيه على أبنائنا يعيشون آمنين مطمئنين إذا اتخذنا قرارا بشأن ذلك.. الآن.

الجريدة الرسمية