صلاح جاهين يكتب عن الحُصري
في مجلة "صباح الخير"، عام 1966، كتب الشاعر الفنان صلاح جاهين خبرًا يقول:
"طوال ثلاث سنوات ظلت محطة إذاعة القرآن الكريم تذيع صوت هذا الرجل لمدة خمس عشرة ساعة كل يوم، وهو يتلو بخشوع وعذوبة آيات الله البينات التي سجلها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية مرتين في مشروع المصحف المرتل.
المرة الأولى كانت عام 1962، والأخرى عام 1964، وفي كلتا المرتين كان الشيخ محمود خليل الحصري دائمًا وقورًا ومتمكنًا من أدائه وأستاذًا كبيرًا لعلم صوتيات اللغة العربية.
فتلاوته تتميز بأنها تخلو من زخرف النغم وبهرج الصبغة الغنائية لتجيء مفعمة بالمعنى السامي، الذي أُنزلت به كل آية، وكل كلمة في القرآن الكريم.
ونظرًا لأهمية هذين التسجيلين من الناحية القرآنية واللغوية، فقد حرصت مكتبة الكونجرس الأمريكي على أن تأخذ من كل واحد منها عشر نسخ لتحتفظ بها في مجموعاتها القيمة التي اطلعت بنفسي عليها أثناء زيارتي للمكتبة في رمضان عام 1965.
وتوزع المكتبة من النسخ على بعض الجامعات الأمريكية المهتمة بالموضوع. وفي عام 1966، تم طبع خمسة عشر ألف مصحف مرتل قام المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بتوزيعه على جميع أنحاء العالم بمناسبة قدوم شهر رمضان الكريم.
والشيخ محمود خليل الحصري موظف كبير من موظفي الدولة في مصر؛ إذ يشغل منصب شيخ المقارئ المصرية في وزارة الأوقاف، ومهمته الإشراف على القراء المصريين المبعوثين في الخارج والمعارين إلى المساجد الإسلامية لإحيائها ليالي شهر رمضان القرآنية في مختلف دول العالم.
رجل مثل هذا مسئوليته من الناحية الدينية واللغوية والعلمية، ومن حيث العلاقات الخارجية في العالم الإسلامي لم يكن ليدهشنا أن نقرأ أخيرًا أنه قد أُسند إليه منصب الرئيس العام لاتحاد قراء العالم الإسلامي ومقره القاهرة.. هذا الرجل ليس من الغريب أن يكون من مصر، ومن القاهرة.