رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

طريق الحرير.. الوعود والهواجس


تقاوم أوروبا محاولات الصين في مشروع إحياء طريق الحرير، الأوروبيون أنفسهم منقسمون حول الفكرة، الأمريكيون يرون ومعهم عدد من الدول الأوروبية أن الطريق يحول الصين إلى قوة مهيمنة اقتصاديا، والهيمنة الاقتصادية تعني هيمنة سياسية، الصينيون يبثون رسائل طمأنينة إلى شركائهم وإلى أوروبا، ويغرون لندن بالوصول إليها، والخليج مستفيد بوصول إمداداته من البترول إلى مواني باكستان الموجودة على الطريق بقوة.


عقود طويلة والعرب يرهنون مصالحهم باللعب مع القوى الكبرى، وهي عادة الدول الضعيفة غير القادرة على الإسهام الحضاري، تتحول تلك الدول إلى دمى صغيرة ترهن مستقبلها على اللعب مع طرف ضد آخر، رأينا ذلك في حقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى، ونراها بوضوح الآن مع نشوء قوة الصين، وعودة المارد الروسي، في كل المراحل نحن مجرد مفعول به.

وسط حالة التجاذب الإقليمي والدولى يظل موقع مصر متفردا، ليس بحكم الجغرافيا السياسية فقط، وإنما بفعل القدرة على الإسهام الحضارى أيضا.. مصر هي التي قاومت بجيشها فكرة الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة، وهي أول من صاغ عهدا جديدا للسلام والاستقرار، الغرب يعي ذلك تماما، وأمريكا تعرف هذا أيضا، والصين تدرك دور مصر في استقرار المنطقة الأكثر اضطرابا في العالم، من أجل ذلك لا يمكن أن نتصور أن مصر ينتظرها دور هامشي في عودة طريق الحرير..

وهو الأمر الذي أعلنت بعض تفاصيله حول ما يمكن لمصر أن تقوم به، وتحويلها إلى مركز إقليمي للطاقة، يفيد النمو العالمي، ويصب فوائده على البلاد والعباد، تبقى الإرادة والإيمان بقوة ودور مصر في محيطها، وقدرتها على الفعل في مستقبل قد نصبح فيه علامة مهمة على طريق الحرير.
Advertisements
الجريدة الرسمية