رئيس التحرير
عصام كامل

ثلاث خطوات ننتظرها من السعودية والبحرين والإمارات!


ليس بالضرورة أن يكون الدعم السياسي والاقتصادي الذي أعلنته أمس، كل من السعودية والإمارات والبحرين؛ للمجلس العسكري الحاكم بالسودان الشقيق، معناه وقوف هذه الدول الثلاثة، خلف ما جرى هناك، لكنه من المؤكد تدخل سريع يسبق؛ وللمرة الأولى قدرات التحالف التركي القطري سريع الحركة والمُبادر بمرونة تجاه الأحداث.. وكان منطقيا صمت التحالف المذكور، أمس!


تزامن الإعلان السعودي الإماراتي مع استقبال الرئيس السيسي للمشير خليفة حفتر، وكانت التصريحات المصرية بعد اللقاء صيغت بموازين الذهب، حيث أكدت أنها تدعم "حفتر"، في مواجهة "الإرهاب والإرهابيين"، وقال البيان الرئاسي بالحرف: "إن مصر تدعم جهود مكافحة الإرهاب والجماعات والميليشيات المتطرفة؛ لتحقيق الأمن والاستقرار للمواطن الليبي في كافة الأراضي الليبية، وبما يسمح بإرساء قواعد الدولة المدنية المستقرة ذات السيادة، والبدء في إعمار ليبيا، والنهوض بها في مختلف المجالات، تلبية لطموحات الشعب الليبي العظيم".

دون تصريحات أخرى تتصادم بشكل مباشر مع قرارات الأمم المتحدة، كجزء من السياسة الخارجية المصرية، التي تؤكد دائما التزامها بقرارات الشرعية الدولية.. لكن حتى التصريح السابق هو الأهم والأبرز والأقوى، والذي يتلقاه "حفتر"، منذ بدء معركته لاستعادة طرابلس بل وليبيا كلها!.

تبدو إذن مواقف مصر والسعودية والإمارات والبحرين، أكثر حيوية من ذي قبل، وبالتالي تتبقي خطوات مهمة أخرى؛ لاستكمال الصورة في المنطقة لإحداث -على الأقل- توازن مهم مع القوى الأخرى التي تدفع في اتجاه الفوضى وانفلات الأمور، وهذه الخطوات تتمثل في الدعم نفسه للجيش الجزائري وللرئيس المؤقت، ولكل القائمين على أمر الشقيقة الجزائر، ودعم الأشقاء في تونس، بما يساهم في تقدم ملموس للاقتصاد التونسي، إذ يقدم التحالف التركي القطري، كل الدعم لحركة النهضة والإخوان هناك، وكذلك خطوة إلى الأمام في اتجاه تطبيع العلاقات مع الشقيقة سوريا!.

فإعلان الإمارات والبحرين سابقا عن إعادة فتح سفارتيهما في دمشق لم يتم إلا بتنسيق كامل مع السعودية، لكن حتى هذه الخطوة تجمدت عند هذا الحد.. وسوريا الجريحة من مواقف سابقة، ساهمت في ما جرى لها، لا ينتظر منها الهرولة تجاه أحد.. بل المطلوب استكمال خطوات مراجعة العلاقة معها على الأقل - نكرر على الأقل - كجزء من التصدي للتحالف التركي القطري ومن خلفه!.

إنقاذ المنطقة يتطلب خطوات شجاعة والرجوع عن أخطاء مضت؛ يتطلب خطوات أشجع، وتبقى مصر وحدها وليس في رقبتها ما يؤرق ضميرها ووحدها تقريبا، رغم احترامنا وحبنا للجميع؛ التي تتحرك بإخلاص حقيقي لإطفاء النيران المشتعلة في كل مكان، وإنقاذ أمتها العربية مما يحاك لها!.
الجريدة الرسمية