رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مذكرات الفاجومي.. أول طريق لأرميدان


أنا اتسجنت 3 سنين علشان سرقت، و18 سنة علشان بقولهم بلاش سرقة، جملة رددها "أحمد فؤاد نجم" كثيرًا ولخصت حياته بالفعل، فانقسمت إلى مجرم ثم ثائر، لكن ما قصة تلك السرقة التي عرف من أجلها «الفاجومي» لأول مرة طريق السجون والمعتقلات.


في مذكراته يحكي عن صديق له اسمه «سمنطر» بدأت علاقته به في العمل بالسكة الحديدية، ويقول «عرفني "سمنطر" على "أم جميل" وعزمني عندها، وهناك شوفت "نوال" وحصل بينا لقا وعرفت بعد كده إن "أم جميل" متجوزة الأسطى "محمد المصري" سرا، وإنه مكنش موافق على علاقتي بـ"نوال" لأنها ماجاتش عن طريقه، واتطورت المسألة وأنا مكنش عندي مانع إني أتكلم مع الأسطى "محمد" باعتباره رب الأسرة، لكن "نوال" أصرت على الرفض»

«وفي يوم جمعة مع "سمنطر" قالي أهلا بالعريس المنتظر، ولما قلتله الإيد قصيرة قالي فتخ مخك تآكل ملبن، وقلت له يعني إيه وبعد يومين، قالي تعالي نعمل مذكرة في قسم الضاهر وقلت له مذكرة إيه قالي أنت مش عاوز تتجوز أعمل اللي حقولك عليه، ودخلنا قسم الظاهر وعملنا مذكرة بفقد بطاقتي الشخصية، وتاني يوم خدني "يوسف" ورحنا محل في شارع الجمهورية، وصرفنا استمارتين أقمشة بمبلغ 140 جنيها وخد "يوسف" البضاعة ومشي، وتاني يوم قابلني في الشغل وأداني تلاتين جنيه وده كان أكبر مبلغ مسكته في حياتي»

«وكررنا الحكاية دي نحو 3 مرات من محال مختلفة، ويوم خميس كنت رايح لـ"يوسف" في بيته، وفوجئت وأنا طالع السلم بمجموعة من رجال البوليس نازلين، وأول ما شافوني سألوني أنت عاوز مين هنا قلت لهم "يوسف عبد القادر"، قبضوا عليا وفي مكتب معاون المباحث جابوا "يوسف" متعلق من رجليه، ونزلوا عليه ضرب بجنون علشان يعترف وصرخت في وش الضابط بس كفاية يا كفرة..

أنا حقول لكم على كل حاجة، وفوجئت بـ"يوسف" بيقولي ليه كده الله يخرب بيتك وتلت سنين قضتهم في سجن أرميدان بتهمة التزوير»، وفي الحقيقة ليس غريبًا أن يكون الحب هو أول طريق نجم لأرميدان.

لكن داخل السجن تغيرت نظرته للحياة، بجانب حكايات أرميدان نفسها لا تقل أهمية عما حدث فيه، وكان نصيب "نجم" معرفة "محمود سليمان" بطل قصة فيلم اللص والكلاب الحقيقي، والذي تحدث عنه "جمال عبد الناصر" واصفًا إياه بـ«السفاح».

المعرفة جاءت من تزاحم المساجين على شباك من أجل أخذ قضاء حوائجهم من أهليهم، و"محمود سليمان" صعد ولم يعط فرصة لأحد بعد ذلك، ولما كاد الوقت ينتهي قرر "أحمد فؤاد نجم" التدخل فيقول « زغدته في ضهره فالتفت لي لقيته شكلي بالظبط حاجة واحدة تميزه وحمة سودا جنب دقنه قلت له يا عم خلصنا بقى عايزين ناخد حاجتنا زيك، ورد عليا بابتسامة ودودة ماتخفش يا بلديا أنا اللي حجيبلك حاجتك ولمحت "نوال" اللي كان بيكلمها وقال لها وتعالي بكرة وبعدين سألني ناسك اسمهم إيه؟

وزعق ونزل من الشباك العالي برشاقة، وابتسم وخدني من إيدي وقعدنا، وقالي أنت جاي في إيه، وقلت له تزوير استمارات قماش ضحك، وقالي يا خيبتك قلت له أمال أنت جاي في إيه فحكالي»

قصة بطل اللص والكلاب كالتالي «هو زي أي شاب ضاقت بيه سبل المعاش في الصعيد، فركب رجليه وعلى إسكندرية وهناك أتعرف على معلم هجام علمه أصول الصنعة، قبل ما يسافر على بيروت اللي قعد فيها سبع سنين ورجع منها بمبلغ كبير مكنه من إنه يشتري شقة في الإسكندرية ويتجوز، وبعد ما استقر بدأ يمارس نشاطه على تقيل، مكنش بيسرق إلا ما خف حمله وغلى تمنه، ومن أشهر عملياته سرقة بالطو "أم كلثوم" من عربيتها، وهي بتغني والصحافة وقتها تمنت البالطو بتلاتين ألف جنيه..

لكن "نوال" مراته ليها أخ حرامي نتن اسمه "محمد عبد العظيم" فشله دفعه أولا لإدمان القمار وده في رأي "محمود" ماكنش مشكل، لكن المشكل بدأ يوم ما عرف إن "محمد" نسيبه بيشتغل مرشد مع البوليس، وطار صوابه وهدد "نوال" بالطلاق إذا سمحت لأخوها بدخول البيت وتبعتله اللي هو عاوزه»

«وفي يوم رجع "محمود" البيت بدري لقي "محمد عبد العظيم" قاعد مع أصحابه في الصالون بيدخنوا ويلعبوا قمار ، فهاج في "نوال" وطرد الضيوف شر طردة، قوم أنت يا "محمد" ثور لكرامة صحابك وبلغ المعاون على "محمود" في عدة قضايا، وكان البوليس كابس ع الشقة وعملوا شوية قضايا.. راخر "محمود" رد الجميل فاعترف على 5 قضايا تافهة جاب فيهم رجل "محمد عبد العظيم" وجابه معاه في عنبره، لكن المدهش إنه كان بيعامله كويس جدا ومش مخليه محتاج حاجة، ومرة سألته أنت إزاي بتعامل المرشد كده مش هو اللي حبسك، ضحك لي وقال اأنا مش جايبه السجن انتقم منه أنا جايبه علشان أحمي مراته منه»

ختام القصة كما يرويها الفاجومي« بدأت شكوك "محمود أمين سليمان" تساوره من خلال تسويف المحامي وعدم حماسه لفكرة الإفراج عنه، وحضور الجلسات ويوم بعد يوم اتحول ليقين في وجود علاقة بين "نوال" والمحامي، وقرر الانتقام، وذات ليلة سمعنا خبط على الباب، وعرفنا أن واحد بلع بشلة ونقلوا "محمود" للقصر العيني، وبعد كده سمعنا بهرب "محمود" من القصر العيني، وبدأت سلسلة الحوادث والمطاردة التي ضخمتها الصحافة، وكنا بنتابع أخباره بإعجاب وحماس حتى السجانة، وليلة ما مات برصاص البوليس بات السجن كله حزين مساجين وشاوشية وعساكر»

الحلقة المقبلة.. نجم شاعرًا
Advertisements
الجريدة الرسمية