رئيس التحرير
عصام كامل

المدينة الأسيرة!


سعدت وتشرفت للغاية في نهاية الأسبوع الماضى، بالمشاركة في الأنشطة الثقافية المقامة بمكتبة الإسكندرية، على هامش معرض "الإسكندرية الدولى للكتاب" من خلال محاضرتي الأحب إلى قلبي وعقلي "عناصر بناء الشخصية الناجحة" والتي يدور جوهرها حول "كيف يستطيع كل منا أن يكون النسخة الأفضل من نفسه"، وقد لفت نظري بشدة الإقبال الجماهيري الكبير لأهالي وشباب الإسكندرية الرائعين على المشاركة في جميع الأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تقيمها المكتبة على مدار اليوم، منذ الصباح الباكر طوال فترة المعرض، كما لفت نظرى أيضًا التميز والانضباط والإبداع الذي يغلف سلوك جميع العاملين بالمكتبة كبارًا وشبابًا، فلهم منى كل الشكر والتقدير والاحترام.


وعلى العكس من ذلك تمامًا فقد آلمني بشدة المستوى السيئ الذي أصبح عليه كورنيش الإسكندرية، من إشغالات وتدني مستوى النظافة والتلوث البصري الرهيب؛ نتيجة الانتشار العشوائي للعديد من المبانى القبيحة التي شوهت تمامًا أحد أجمل شواطئ الدنيا، إن لم يكن أجملها على الإطلاق.

وهو ما أرجو معه من جهات الاختصاص في الدولة، أن توقف فورًا وللأبد أي بناء جديد على هذا الشاطئ الذي شوهناه مع الأسف بأيدينا، وبمنتهى الدم البارد واللامبالاة، قبل أن يأتي الوقت الذي يختفي فيه تمامًا إذا استمررنا في ارتكاب هذه الجرائم في حقه.

يا سادة المحافظة التي تحتوي على أعظم كيان ثقافي في العالم، تستحق منا أن نتعامل معها بأسلوب أكثر رقيًا وتحضرًا مما نحن عليه الآن بكثير، لكى تكون قبلة للمثقفين والأدباء والشعراء والفنانين في العالم كله، كفانا تشويهًا للإسكندرية الجميلة بالمباني والكبارى القبيحة، ويكفي ما ارتكبناه في حقها من جرائم هندسية وجمالية حتى الآن.

أفرجوا عن المدينة الأسيرة وحرروها من قيود المحليات والمقاولين والمسيطرين والجهلة والمستهترين وأعداء الجمال، لأنها يمكن أن تتحول والله لو أردنا إلى أجمل وأحلى بقعة يمكن العيش بها على مستوى العالم.
الجريدة الرسمية