رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

المرأة وإدارة الرجل!


المرأة هي المدرسة وهي الجامعة وهي كل شيء، ودورها الوطني راسخ لا غبار عليه، فهي التي تلقت أمر ربها فحملت روحه في أحشائها فجاء المسيح عليه السلام رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم التي اصطفاها على نساء العالمين..


والمرأة هي "أم سلمة" التي أخذ رسول الإسلام "محمد بن عبد الله" بمشورتها في صلح الحديبية.. والمرأة هي التي أجبرت "نابليون بونابرت" القائد الفرنسي الأشهر على اعتزال الحروب وقيادة الجيوش.. والمرأة هي التي فجرت مشاعر الحب لدى "امرئ القيس" أعظم شاعر عاشق في التاريخ، وهي التي قال عنها الأديب الكبير "يحيى حقي": "أنا بدون زوجتي لا أساوي شيئًا؛ إنها النظام في حياتي وهي التي تحد كثيرا من نزواتي وانطلاقاتي البوهيمية".

أما الكاتب الكبير "توفيق الحكيم" ورغم عداوته للمرأة فإنه قال: "إن عواطف المرأة ودموعها لا تثير فينا غير الابتسام"، ومن يدري لعل الحقيقة غير ذلك، وأن القيم السائدة بيننا لا تعدو أن تكون أوضاعًا اجتماعية قديمة تعيش فينا، والدليل على ذلك أن المرأة تتغلب علينا دائمًا بدموعها ومنطقها وتحقق كل ما تريد.

أما المدهش حقًا فهو آخر ما فجرته الدراسات من أنّ المرأة ذلك الكائن الرقيق والمشهور بضعفه، هي أكثر قوة وقدرة على التحمّل من الرجل؛ ومن ثم فلا عجب أن نجد كتَّابا يتحدثون عن المرأة برؤية مغايرة ذات مذاق خاص ولاسيما في إطار علاقتها بالرجل..

فالكاتب "يسري عز الدين" صاحب كتاب "المرأة وإدارة الرجل" والذي تباينت ردود الأفعال حوله بين الجنسين، فبينما يرى الرجال أن هذا المفهوم مضحك في حد ذاته حتى إن بعضهم يذهب إلى الاستخفاف والاستهجان بدعوى أنه لا يصح ولا يجوز أصلًا أن تدير المرأة الرجلَ، بل إن هناك رجالًا نصحوا المؤلف بألا يستمر في تأليف كتابه، محذرينه من مغبة الفشل الذريع في الإقناع بأفكاره وطرح معاييره وحقائقه التي تساند أفكاره تلك..

وعندما سأل بعض الرجال المؤلفَ: كيف تدير المرأة الرجل؟ تحدَّاهم بقوله: اقرءوا كتابي أولًا، وسوف أرى كل واحد منكم مستسلمًا ومقتنعًا، أو مقتنعًا ولكن لن يظهر استسلامه وحتى لو لم يقتنع أو لم يستسلم فإنه سوف يصل في النهاية إلى شيء يفكر فيه.

وعلى النقيض من الرجال جاءت ردود أفعال النساء مرحبة بالكتاب الذي وجدن في فكرته ضالتهن المنشودة، وهو ما أرجعه الكاتب إلى سببين؛ أولهما الشغف الشديد الذي يجتاح المرأة لمعرفة كيفية إدارة هذا المخلوق الذي تحبه وتحاول معه لكنها تتعثر دائمًا في فهم تقلباته الكثيرة والمتباينة، وهذا الشغف أراه بوضوح على وجوه الفتيات الصغيرات المقبلات على الزواج أو حديثات العهد به..

وثانيهما: إذا كانت المرأة تقوم بالفعل بإدارة ذلك المخلوق الذي تحبه إدارة ناجحة ولكن من وراء الكواليس ليظهر على مسرح الحياة مستعرضًا وكأنه هو صاحب هذا النجاح منفردًا.. فلماذا لا نعترف ونعطي للمرأة حقوقها المسلوبة منها في أي مجتمع؛ حتى لا تظل تطالب بما هو كائن بالفعل.
Advertisements
الجريدة الرسمية