رئيس التحرير
عصام كامل

"بحيرة قارون" مصيف الغلابة ومنتجع الكبار سقطت من ذاكرة المسئولين(صور)

فيتو

تعتبر بحيرة قارون بالفيوم، مصيفا للغلابة ومصدر رزق لمئات الأسر من أهالي القرى التي تعيش على حافتها، ويمتهن أهلها الصيد، بعد أن كانت منتجعا لكبار القوم، ومقصدا لرحلات صيد العائلة المالكة.


واليوم تحول كل ذلك إلى تاريخ يترحم عليه أهل الفيوم، ويذكرونه في رواياتهم لأبنائهم ، على أنه من ذكريات الزمن الجميل.

وتمتد بحيرة قارون على مساحة 55 ألف فدان مسطح من المياه شديدة الملوحة الناتجة عن الصرف الزراعي، ثم تحولت إلى مصب لمياه الصرف الصحي للمحافظة بالكامل، ما أدى إلى إنتشار طفيل الإيزبودا والذي يطلق عليه آكل لسان السمك الذي أنهي على الثروة السمكية، كما تحول مصيف الغلابة ومنتجع الأغنياء إلى بركة من مياه الصرف.

آكل لسان السمك
غزا بحيرة قارون من عدة سنوات مع زريعة سمك البلطي ولم يتم فحصها جيدا، طفيل قاتل للأسماك حول البحيرة إلى صحراء جرداء خالية من الأسماك إلا قليلا من البلطي والبوري وبعض الجمبري.

وحتى يتم التخلص من الطفيل يجب إزالة العائل المتسبب في نموه وهو الأسماك، إلى جانب تركه في البحيرة وحيدًا مع بعض الكائنات الحية التي عثر عليها تتغذى على "فقس" الطفيل، وبالتالي يمكنها القضاء عليه، وهو ما بدأه الفريق العلمي في عام 2017، إلا أن مياه الصرف الصحي أدت إلى زيادة ملوحة المياه، ما تسبب في تكاثر الطفيل بشكل لافت للنظر.

وتعهدت هيئة الثروة السمكية بتوريد 10 ملايين زريعة جمبري سنويا، تم تخفيضها إلى 4 ملايين ووصلت في النهاية إلى 80 ألف زريعة ينفق معظمها قبل إلقائها في مياه البحيرة، رغم أن بحيرة قارون تعتبر من أكثر البحيرات المصرية الصالحة لإنتاج أنواع جيدة من الجمبري، ومع ذلك لم يتم حتى الآن استغلالها بالشكل الأمثل.

المشكلة
تستقبل البحيرة 69% من الصرف الصحي للمحافظة، وتعاقدت المحافظة مع الاتحاد الأوروبي على تمويل مشروعات للصرف الصحي في 88 قرية تصب مياهها في بحيرة قارون، وبدأت المشروعات منذ أشهر تدخل في طور التنفيذ، ما يساهم في الحد من تلوث البحيرة، ولا يتبقي سوي المنشآت السياحية التي تقع على الساحل الجنوبي للبحيرة، تحتاج إلى منظومة صرف صحي تقي مياه البحيرة من فضلات الفنادق والقري السياحية.

وكشفت تقارير صادرة عن هيئة الثروة السمكية أن بحيرة قارون تعاني عدة أزمات تهدد الحياة البحرية، أولها زيادة معدل البخر بحرارة الشمس نظرًا لاتساع رقعة البحيرة، ما جعلها تعانى من تراكم أملاح مياه الصرف، وتبع ذلك ارتفاع ملوحة المياه بشكل مطرد، فبعد أن كانت ملوحتها 12 جراما في الألف عام 1928 أصبحت ملوحتها اليوم 38 جراما في الألف، وتتغير هذه الملوحة بتغير منسوب المياه.

وتحتاج البحيرة إلى 50 مليون متر مكعب من المياه سنويا، للحفاظ على منسوبها وتقليل نسب الملوحة فيها، وتعود إليها أنواع الأسماك النيلية، القرموط والثعابين والبنى واللبيس والبياض، فيما عدا البلطى الأخضر الذي له القدرة على التكيف مع الملوحة بدرجة عالية.
الجريدة الرسمية