رئيس التحرير
عصام كامل

الثقة بالنفس


تعتبر الثقة بالنفس أحد أهم الجوانب الشخصية التي لا غنى عنها لكل إنسان يبغى تحقيق التفوق والنجاح في حياته العملية بمختلف جوانبها المهنية والاجتماعية، حيث يشكل غيابها أو أي قدر من النقص فيها صعوبات بالغة لمن يعانى من ذلك في بلوغ ما يصبو إليه، لأنه حتى لو كان تخطيطه لرؤاه وأهدافه على أكمل وجه، سيظل يعانى طوال الوقت من حالة مستمرة من الشك وعدم اليقين نحو قدرته على إمكانية تحقيق هذه الرؤى والأهداف..


كما سيظل يعانى أيضًا من التردد والخوف في اتخاذ القرارات، ولن يتمتع أبدًا بروح المبادأة والشجاعة في القول والفعل، ومن هنا تبرز أهمية أن يحرص كل إنسان على أهمية اكتساب السمات والصفات والقدرات والمهارات التي تعينه على أن يكون شخصًا واثقًا من نفسه..

حتى لو تطلب منه ذلك السفر والتغرب عن أهله وأحبابه لفترة معتدلة من الوقت (داخل أو خارج الوطن)، سواء للدراسة والتزود بالعلوم والمعارف التخصصية والعامة، أو للعمل لتكوين وزيادة حصيلة الخبرات التراكمية، وفى ذلك يحدثنا الإمام الشافعى قائلًا:

ارحل بنفسك من أرض تضام بها... ولا تكن من فراق الأهل في حرق
فالعنبر الخام روث في مواطنه... وفى التغرب محمول على العنق

والكحل نوع من الأحجار تنظره... في أرضه مرمى على الطرق
فلما تغرب حاز الفضل أجمعه... فصار يحمل بين الجفن والحدق

كما أنه من المهم للغاية أن ندرك أن أحد أهم العوامل (إن لم يكن أهمها على الإطلاق) التي يجب أن يستمد منها كل فرد ثقته بنفسه هي حسن ظنه الدائم بالله جل وعلا لأنه سبحانه هو من يملك جميع الأسباب، بالإضافة إلى العمل بجد ودأب على الاكتساب التدريجى لأهم العناصر الأخرى التي تمنح الثقة بالنفس..

مثل: حسن المظهر، وإجادة اللغة (خاصة اللغة العربية ولغة أجنبية واحدة على الأقل)، والتمتع بروح المبادرة والمغامرة، والتفكير الإيجابي الدائم، والحرص على توسيع دائرة العلاقات واكتساب حب الناس، فضلًا عن التحلى بالتواضع وحسن الخلق.
الجريدة الرسمية