رئيس التحرير
عصام كامل

حتى نفهم.. هل ألعاب العنف تؤدي لجرائم القتل؟


مذبحة مسجد النور في نيوزيلندا أعادت طرح السؤال التقليدي عن تأثير ألعاب العنف على مستخدميها. معظم الدراسات الأكاديمية تؤكد أن ألعاب العنف والقتل تزيد من اتجاهات المستخدمين الذين يمارسون هذه الألعاب نحو العنف ومن اتجاههم نحو القتل. "الاتحاد الأمريكي السيكولوجي" –على سبيل المثال– اعتبر أن ألعاب الفيديو التي تقوم على العنف والقتل هي "مؤثرات خطيرة" لتبني العنف.


وأكد "الاتحاد الأمريكي السيكولوجي" أن ممارسة ألعاب الفيديو العنيفة تزيد من الأفكار، الاتجاهات، السلوكيات العنيفة على المدى القصير والطويل، من خلال تقليل احساس المستخدمين هذه الممارسات بمدى خطورة العنف، ومن خلال تعويدهم على رؤية هذه المشاهد.

لكن هناك العديد من الدراسات التي لم تجد ارتباطا بين مشاهدة أفلام العنف وبين زيادة اتجاهات المستخدمين نحو التفكير العنيف والاتجاهات العنيفة خلال الحديث أو التعامل مع الآخرين والقتل. فقد اطلعت على ١١ دراسة حديثة تنفي فرضيات تبني التفكير العنيف أو القتل بسبب مشاهدة وممارسة ألعاب العنف والقتل.

الحقيقة التي تبدو ضائعة هنا يطرحها هذا السؤال: من الذي يتأثر بمشاهدة وممارسة ألعاب العنف والقتل؟

الأطفال تحت سن العاشرة هم الفئة الأخطر تأثرًا لأنهم في مرحلة التكوين. لكن بالنسبة للمراهقين وربما الشباب فوق سن العشرين يبدو الأمر مختلفًا، فهل كل من يستخدم ألعاب العنف والقتل يتحول لإنسان عنيف وقاتل؟

الإجابة بالنسبة لي هي بالنفي؛ لأنه لو كان كل من يشاهد أفلام العنف أو حتى يلعب ألعاب تحتوي على مشاهد قتل وعنف بشكل مستمر، سيتحول بالضرورة لقاتل، لتحول عشرات الآلاف من المراهقين والشباب لقتلة. الحقيقة هي أن من يرتكب جرائم عنف أو قتل بعد مشاهدة ألعاب تتضمن درجات مختلفة من العنف، تكون لديه اتجاهات عنيفة أصلا وقد لا تظهر إلا في لحظات معينة.

فالإرهابي "برينتون تارانت" لديه أفكار عنصرية، واللعبة التي استخدمها ساعدته في آلية التنفيذ وليس العكس. وهذا ليس معناه أني أوافق على مثل هذه الألعاب التي تضر بالشباب لأنها مضرة بشكل عام، ولكني لا أعتقد أنها ستختفي، فالعالم يسير وفقا للمصالح التجارية، وطالما أن هذه الألعاب تحقق أرباحًا فهي ستستمر للأسف.
الجريدة الرسمية