رئيس التحرير
عصام كامل

حين ينقطع العمل


الحمد لله على كل النعم.. الحمد لله على فضله علينا بأكبر النعم.. نعمة الحياة. كل يوم تشرق فيه الشمس يتجدد الأمل ونحيا يوما جديدا نتعب فيه ونجتهد ونتحمل الظروف التي تشكل لنا تحديات نتخطى بعضها ونقف أمام البعض الآخر، ولكل منا سيرة في كتاب من قبل أن يخلق الله الأرض ومن عليها.


كلنا عبارة عن أيام بعد بعضها.. كلنا نيام، فإن انتهت الحياة استيقظنا على الحقيقة نكتشف فيها أننا كنا فيما يشبه الحلم وحان وقت اليقظة، ونعلم فجأة أن ما كان.. قد كان، الحياة فرصة لعمل أي شيء صالح، ونحصد جزاءه على قدر النية تجاه هذا العمل.. هل قصدنا الله فيه أم قصدنا فيه الناس.

فلندرك قيمة حياتنا، فهى ليست من أجل التسلية أو قضاء العمر في غيبوبة تسمى دوامة الأيام، إنما كل لحظة نمر بنا هي وقت من العمر يمر بنا سريعا، وقد ينقضي العمر بانقضائها.

أنفسنا هي أغلى ما يكون بالنسبة لنا، والحياة مصيرها إلى النهاية آجلا أم عاجلا، والتذكرة واجبة، والفراق أمر حتمي لا مفر منه، فكل منا في ملك الله والكل إلى زوال.

قد ينقطع العمل ولا ينتهي الأثر، ويظل الثواب من ولد صالح يدعو لنا ومن صدقه جارية ومن علم ينتفع به، وهو أعظم ما يخرج به الإنسان من بوابه الدنيا، فهذا هو طيب الأثر الذي يصل إلى صاحبه مبشرا له رافعا لدرجاته حين نكون أحوج ما نكون لذلك، ونحن بلا حول منا ولا قوة.

إذا توقعاتنا في دنيانا لابد أن تتغير للصورة الأكثر حكمة فمن يسعى لإطعام أهله من حلال، ويتحمل ظروف الحياة غير من يحاول يطعم أهله من حرام، ومن يرعى الله في خلقه غير من يتعالى عليهم ويوقف أمام مصالحهم، ومن يزرع خيرا يحصد من نفس جنس العمل.

فلنشكر الله على نعمه التي لا تحصى ولا تعد، وإن أكبر نعمة أنعم بها علينا أن كتب لنا من بعد الموت حياة، وأن نكون من بعد التراب أجساما تسرى بها الروح، ولنكن فاعلين على الأرض بما يليق بنا وبما أراد الله للأرض أن تكون.
أدعو الله أن يهبنا تقواه في القول والعمل، وأن يرزقنا طيب الأثر، وأن يحسن ذكرانا، إنه على ما يشاء قدير.
الجريدة الرسمية