رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاده.. قصة حب عبد الوهاب ونهلة القدسي «ولا في الأفلام»

فيتو

تحل اليوم، 13 مارس، ذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، الذي ملأ الدنيا بألحانه وأغنياته، والذي كانت حياته صاخبة بالعلاقات تمامَا كما كانت لا تخلو من الموسيقى والفن.

تزوج عبد الوهاب ثلاث مرات، الأولى كانت عام 1931، من أرملة ثرية تُدعى زبيدة الحكيم، واستمرت هذه الزيجة نحو 11 عامًا ولكن الله لم يمن عليهما بالأطفال.

أما الزيجة الثانية فكانت من إقبال نصار عام 1942، وهى أرملة أحد الأطباء، واستمر زواجهما مدة طويلة، وأنجبت له أبناءه الخمسة أحمد ومحمد وعائشة وعفت وعصمت، ولكنهما انفصلا في نهاية الخمسينيات.

أما الزيجة الثالثة فكانت من نهلة القدسى التي جمعتها به قصة حب عنيفة قال عنها "لم أر سوادًا كلله النور كسواد عيني زوجتى نهلة"، وعاش معها لآخر عمره واقعًا في غرامها، فقد كانت "الحب الكبير".


بداية القصة
كانت السورية نهلة القدسى زوجة عبد المنعم الرفاعي، رئيس الوزراء الأردني في فترة سابقة، وساقها القدر لكى تلتقى موسيقار الأجيال، في واقعة غريبة، فقد كانت في زيارة مع زوجها إلى لبنان عام 1957، وكان الموسيقار هناك، وكان هناك بعض من صديقاتها أردن زيارة الأستاذ، كانت نهلة لا تعرف كثيرًا عن الموسيقى العربية، ولا عن الفن وأهله، ولكنها كانت تسمع عن عبد الوهاب.


رافقتهم نهلة في الزيارة مرتدية نظارة سوداء، وعندما وصلن إلى عبد الوهاب لفتت انتباهه، وفى وصفه لهذه اللحظة في أحد لقاءاته الصحفية قال: " كانت سيدة رائعة الجمال، لا أستطيع أن أنسى منظرها إلى اليوم، رأيت جمالًا رهيبًا لم أر مثله في حياتي"، طلبت منها رفع نظارتها السوداء فقد كان يخشى أن تكون "حولاء"، فقال لها "ما تشيلي النظارة يا هانم"، فرفضت، فانتهز فرصة انشغالها برؤية الجناح الذي يقيم فيه موسيقار الأجيال ونزع النظارة من فوق عينيها، فما كان منها إلا أن عبرت عن استيائها منه، وبالرغم من كل شىء إلا أنه جن بجمالها، وأصابه سهم الحب إصابة جعلته يبحث عن هويتها فزار زوجها في جناحه بالفندق، وتعرف عليها شخصيًا، واشتعل قلبه بحبها بالرغم من أنه كان في الخمسينيات من عمره.


جنون الحب
بدأت بين نهلة وعبد الوهاب سلسلة من الاتصالات الهاتفية، وكما أصابه سهم الحب، وقعت نهلة في حبه وأصابها هي أيضًا جنون الحب بالرغم من رصانتها المعتادة، وقررت ترك زوجها عبد المنعم رفاعي من أجل موسيقار الأجيال، ولكن تنفيذ القرار كان صعبًا في ظل شهرة ونفوذ الزوج، والخشية من فقدان حضانة ابنها منه.
وفى عام 1958، وبعد 9 أشهر من اللقاء، تم الطلاق بينها وبين زوجها عبد المنعم الرفاعي، وبعد إنهاء أيام العدة الشرعية، عُقد القرآن بين عبد الوهاب ونهلة في دمشق، بحضور الكاتب أنيس منصور، وقضى الثنائي أسبوع عسل في أحد منتجعات سوريا، وعاد عبد الوهاب بعد ذلك إلى مصر لارتباطه بعمل، ولحقت هي به بعد ذلك.


الحب الكبير
استطاعت نهلة أن تمنح عبد الوهاب الحرية والاستقرار اللذين افتقدهما في زيجاته السابقة، وكانت هي بالنسبة له "نصف جمهوره وأجمل وأذكى معجباته ونقاده"، كما وصفها، كانت علاقتهما مبنية على التفاهم والتشاور، فقالت عنه في أحد اللقاءات الصحفية : "لم أكن أشعر بالاستقلال عن عبد الوهاب تمامًا، فشخصيتي أصبحت مندمجة مع شخصيته وأصبحنا شخصية واحدة، أعطيته البيت والاستقرار والراحة، وأخذت منه التعقل والصبر والتسامح"، وغيرت عاداته التي اشتهر بها خاصة الوسوسة، حيث أصبحت أقل، وبات في عهد نهلة منزل محمد عبد الوهاب ملتقى للأصدقاء والمشاهير، وعاش مع نهلة حياة مليئة بالحب والتفاهم على مدى أكثر من 30 عامًا، وحتى رحيله في 4 مايو عام 1991.


الجريدة الرسمية