رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«سمير فرج».. جبرتي العسكرية المصرية


من يقرأ كتابا في هذا العصر الإلكتروني المزدحم بالمعلومات المختلطة بالشائعات، كمن قبض بكفيه على جمر متقد. القراءة في عصر السوشيال ميديا تحد كبير، ولابد أن الكتاب الذي يخطفك خطفا إلى عالمه الخاص وكنوز معلوماته، يستحق أن تخطف عقلا وقلبا.


"أوراق من حياة اللواء دكتور سمير فرج"، هو هذا اللون من الكتب الخاطفة للعقل والوجدان لما فيه ليس فقط من سرد بليغ للمعلومات وللوقائع وللشخوص، بل لمساحة الدفء الناري المشع من وجدان يكتب. نعم، يكتب هذا الرجل المطبوع على العسكرية المصرية بحب وبوجد، ويقدم لك رموز العسكرية الوطنية المصرية في مواقف حياتية وإنسانية، يجعل هؤلاء الأبطال والأساطير لحما ودما وروحا أمام عينيك.

ولم تتوقف قريحته ولا قلمه عند الرئيس عبد الناصر الذي قابله في بيته بمنشية البكرى عن طريق أشرف مروان، ليمنع محاكمة جندي مصرى تجاوز الأوامر الصارمة، وتحمس فدمر دبابة للعدو الإسرائيلي بعد هزيمة يونيو، وقبل استكمال الدفاعات اللازمة، بل مضى يقدم لنا أساطير العسكرية المصرية عن قرب، الجنرالات من المشير عبد الحليم أبو غزالة إلى طنطاوي إلى الفريق المظلوم سعد الشاذلي إلى اللواء البطل عمر سليمان إلى الفريق أول محمد فوزي بطل حرب الاستنزاف، والذي أعاد بناء الجيش المصرى بعد هزيمة يونيو ١٩٦٧، إلى الفريق صلاح حلبى.. أبطال كثيرون هم فخر المدرسة العسكرية المصرية.

ثم يمضي بك في سلاسة إلى رموز مصر من المدنيين من زويل إلى أم كلثوم إلى السير الإنسان مجدي يعقوب، إلى نادية لطفي، إلى هيكل وفايزة أبو النجا، وغيرهم وغيرهم.. وفي النطاق العالمى يحكي لنا عن كونداليزا رايس وعن توني بلير وعن ساركوزي وزيارته للأقصر وقت كان اللواء سمير فرج أول محافظ لها، فقفز بها في بضع شهور إلى الصف الأول من المدن العالمية، ثم مع مارجريت ثاتشر والقذافي... و... و...

في نحو ٧٥٠ صفحة جاءت أوراق هذا "الرجل الذاكرة" المتدفقة بالعرفان والامتنان والحكي الممتع. ولابد أن وراء متعة القراءة سلاسة اكتسبها الجنرال من القراءات المتنوعة ما بين التاريخ والسياسة والحرب والحب والشعر أضفت على كتابه روحا فياضة جاذبة. يمكن القول إن هذا الكتاب هو سجل واف للرموز الشامخة، وللأبطال الذين أعطوا الوطن عمرهم وذكاءهم وفنهم العسكري والمدني، سطره جبرتى مصر المعاصر دون عنت ولا إجحاف، بل في عمق دون تعقيد وفي إيجاز دون إخلال.

من أجل هذا كله فإننى أقترح على الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم تضمين كتب القراءة فصولا بقلم دكتور سمير فرج، عن الشخصيات الوطنية المصرية عسكرية ومدنية، لتكون قدوة أمام أبنائنا، يتعلمون منهم الصبر والكفاح والنجاح، والانتماء للوطن.

"أوراق من حياة سمير فرج" هي فصول حية بتفاصيلها من تاريخ مصر المعاصرة، يسردها ببساطة، فيجعلك تسعد بمواقف الرجال في أوقات المحن والأزمات الوطنية. كلمة السر في حياة "سمير فرج" مع حفظ صف طويل من الألقاب المستحقة، أنه كان دائما الأول والمتفوق، فلذلك جاءت مكانته في الصف الأول من تقدير الشعب المصري له لوطنيته، ومن محبة بل شغف العديد من القيادات العالمية بخبراته وحضوره.
Advertisements
الجريدة الرسمية