رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

صلاح جاهين يكتب: الثورة الإدارية.. أين هي؟

صلاح جاهين
صلاح جاهين

في مجلة صباح الخير عام 1966 كتب الشاعر الفنان صلاح جاهين ينتقد موظف الحكومة والعمل في الدواوين يقول:


كثيرون فهموا الثورة الإدارية على أنها سلعة تجارية كما تعلن عنها الصحف والمجلات، كما تعلن عن الجزم في المحال، أو أنها أغنية أسبوع المرور، أو أنها أغنية للمطربة الشعبية حميدة، أو أنها بيان مصلحة الأرصاد، أو نوع من الطعام الريفى أو أي شيء يوحد الله ما عدا المذكور أعلاه.

مثلا.. بمنتهى الصراحة خذ عندك وزارة السياحة فقد جاءوا لها وهى في السرير بصحف الصباح والإفطار فإذا بالنوم من عينيها طار وإذا هي تركض في الطريق، لا تلتفت لتحية صديق، تكسر الإشارات الحمراء كصاروخ منطلق في الفضاء، وتظل تجرى وتجرى إلى أين لا أحد يدرى إلا أخوكم العبد لله.

فإنها مع كل هذا وذاك تصل بسلامة الله إلى هناك إلى عمارة جنب سميراميس من صباح السبت إلى ظهر الخميس، تصل في الساعة الثامنة تماما، وتنصرف في الساعة الثانية لزاما.

تجلس على مكتبها اللى من النوع الهاي، وتفضل تقربع في قهوة وليمون وشاي، وتستأنف قراءة الجورنال وهى في أهنأ حال، لا ترهق ذهنها بأى عمل فقد حققت لنفسها الأمل.

جاءت في الميعاد وجلست في مكانها المعتاد، ألغت جميع أنواع الإجازات وإذا سألتها ماذا عملت للسياح؟ تغمرك بسيل من الصياح "لقد بنيت لهم فنادق".

أما الأماكن السياحية فمسئول عنها البلدية فلا محل إذن للوم، واذا كانت بمنتهى القذارة، أو في حارة من جوة حارة، واصطاد السائح النصابون، أو أكل ذراعه الشحاذون، فإذا هو الذي ينبغى أن يلام.. لماذا لم يمكث في فندقه بسلام؟!

وكما يقول الشاعر أحمد السماحى:
ياحضرة السائح فين جاى فين رايح.. مصر القديمة بحور
منها العفن فايح وكل ما يتنشف.. ينضاف لها صفايح
والصاغة ماتعرف القانون.. وفى خان الخليلى جيش طايح
والقلعة ضاع فيها الصيحة والصايح.. خليك هنا ف هيلتون

كل هذا والموظفون في مكاتبهم قابعين، يتمم عليهم المدير، ويتمم على المدير وزير، وأهوه كده الثورة الإدارية ولا بلاش، وكل ما أستطيع أن أقول "أيتها الثورة الإدارية المباركة لقد آن الأوان للمعركة".
Advertisements
الجريدة الرسمية