رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل مسابقة عبد الباسط عبد الصمد الدولية للقرآن..55 مشاركا من 29 دولة يتنافسون على حصد اللقب.. وزير الأوقاف: كتاب الله محور الدعوة الإسلامية.. وتكريم اسم صاحب الحنجرة الذهبية في نهاية الاحتفال (صور)

فيتو

افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، حفل فعاليات الدورة الثانية من مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم والابتهال الديني، بحضور محافظ بورسعيد اللواء عادل الغضبان، وسليمان وهدان وكيل مجلس النواب والدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، والدكتور أسامة الأزهري عضو المجلس الاستشاري التخصصي لرئيس الجمهورية.


ويشارك في منافسات هذه الدورة الـ55 من الشباب الذين يمثلون 29 دولة عربية وأفريقية، والذين يتنافسون في 3 فروع حفظ القرآن الكريم بأحكامه والأصوات والإنشاد والابتهالات.

القرآن محور الدعوة
وأكد وزير الأوقاف أن القرآن الكريم محور الدعوة الإسلامية، وهو كلام الله من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم، وهو كتاب هداية، ورحمة وبناء وحضارة وعمران، ولم يلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا}.

وأوضح وزير الأوقاف أن لغة القرآن لا تضاهيها لغة في بلاغتها وفصاحتها، مدللا بأن لغة القرآن الكريم تتميز بأن كل لفظة أو مفردة من مفرداتها قد وقعت موقعها، حيث يقتضي المقام ذكرها دون سواها أو مرادفها، وقد يؤثِر النص القرآني كلمة على أخرى وهما بمعنى واحد، ويختار كلمة ويهمل مرادفها الذي يشترك معها في أصل الدلالة، وما كان للمتروك أن يقوم مقام المذكور أو يدانيه بلاغة لو ذكر مكانه.

وعرض جمعة بعض النماذج لذلك قائلا: ومنها: قوله تعالى: ”وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا” (الزمر :71) حيث جاءت كلمة ”فتحت” غير مسبوقة ولا مقرونة بالواو، وقوله تعالى: “وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا” (الزمر: 73) حيث جاءت كلمة ”وَفُتِحَتْ” مسبوقة بالواو.

وأضاف: "هذه الواو التي جاءت في قوله تعالى: ”وَفُتِحَتْ” في الحديث عن أهل الجنة قال بعض العلماء والمفسرين: إنها واو الحال، والمعنى: جاءوها والحال أنها مفتوحة، وذلك من زيادة إكرام الله (عز وجل) لعباده المؤمنين أن جعل الجنة مفتحة الأبواب مهيأة لاستقبالهم قبل قدومهم إليها، والحال ليس كذلك مع أهل النار، بل إن النار تأخذهم بغتة، وقال بعض المفسرين واللغويين: إن هذه الواو واو الثمانية، ذلك أن بعض القبائل العربية كانت تعد، فتقول: واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية، فتأتي بالواو مع العدد الثامن".

وتابع: وذكروا لذلك شواهد منها قوله تعالى: ”سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ “(الكهف :22) حيث ذكرت الواو مع العدد الثامن، وقوله تعالى: ”التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ” (التوبة:112) حيث ذكرت الواو مع العدد الثامن، وقوله تعالى: ”عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا” (التحريم :5) حيث ذكرت الواو أيضًا مع العدد الثامن، مع أن الواو في هذه الآية لها معنى آخر وهو إفادة التنويع، ولا مانع أن يتضمن الحرف أكثر من معنى.

أهل الجنة
واستطرد قائلا: "قـــد ذكـــرت واو الثمــانية في قــوله تعالى: ”وَفُتِحَتْ” في الحديث عن أهل الجنة دون قوله تعالى: ”فُتِحَتْ” في الحديث عن أهل النار، لأنّ أبواب النار سبعة لقوله تعالى في الحديث عنها: ”لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْء مَقْسُوم“ (الحجر: 44 )، أما أبواب الجنة فثمانية لقول نبينا (صلى الله عليه وسلم)  ”من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له ثمانية أبواب يدخل من أيها شاء” (الترمذي)".

وأضاف: "فلما كانت أبواب الجنة ثمانية أُتي معها بالواو، ولما كانت أبواب جهنم سبعة لم يؤت معها بالواو، وفي كون أبواب الجنة ثمانية وأبواب جهنم سبعة ما يدل على أن رحمة الله (عز وجل) أوسع من غضبه، يقول الحق سبحانه وتعالى: ”قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ” (الزمر:53)".

وأشار الوزير إلى غير ذلك من النصوص القرآنية مما أثار إعجاب الحاضرين بعمق التناول العلمي والفهم الدقيق للأوجه البلاغية للنص القرآنية وعرض المستند إلى الحجة والبرهان.

وفي ختام الاحتفال كرم وزير الأوقاف ومحافظ بورسعيد اسم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وتسلم درع التكريم ابنه اللواء طارق عبد الباسط عبد الصمد.
الجريدة الرسمية