رئيس التحرير
عصام كامل

خالد توحيد!


الملك والدوام لله وحده، هذه قاعدة نعرفها جميعا، والموت هو النهاية الحتمية للجميع على ظهر الأرض، ولكن رحيل بعض الشخصيات المفاجئ ممن كانوا يملأون الدنيا حيوية ونشاط وعمل وتواجد وحياة ومودة مع الجميع يصيبنا بالحزن، ومن هؤلاء الناقد الرياضى الكبير "خالد توحيد"..


أحزن الجميع خبر رحيله عنا بشكل مفاجئ الأسبوع الماضى، كان لديه لقاء مع بعض الأصدقاء داخل النادي الأهلي بالجزيرة اتصل بهم وأخبرهم أنه وصل إلى مقر النادي، وأنه سيؤدى صلاة الظهر ثم يحضر إليهم، وتأخر حضوره إليهم، وفجأة رن هاتفه المحمول عليهم ولم يكن المتصل "خالد توحيد" بل أحد المصلين في المسجد، وأخبرهم أنه أصيب بأزمة وهو في الصلاة، وسيتم نقله إلى مستشفى المعلمين..

ولم تمض سوى ساعات قليلة حتى تم إعلان رحيل "خالد توحيد" تاركا ذكرى طيبة بين الجميع وحبا لأصدقائه وزملائه، كل من عرفه عن قرب كان يعرف أنه عف اللسان طيب القلب مخلص في عمله إلى حد التفانى، لم يكتب إلا ما يؤمن به، ولم يصرح سوى بغير الحقيقة، لم يبع قلمه ولسانه لمن يدفع كما فعل غيره.

اختار طريق الصدق والحق والنزاهة والإخلاص والتفانى في عمله لم ينظر إلى الصغائر كان كبيرا في كل شيء، في عمله وعلاقته بالآخرين وآرائه ومقالاته، لم يبتز أحدا، ولم ينحاز سوى لأصحاب الحق، ولهذا اكتسب حب الجميع حتى ممن لم يعرفه أو لم يلتق به، يوما فمقالاته كانت خير شاهد على نزاهته في عمله وحبه للجميع.

كانت تجمعنا لقاءات صباحية داخل مكتبه بمجلة الأهرام الرياضى عندما كان رئيسا لتحريرها، كان يحكى الكثير من الأسرار والحكايات عن شخصيات ملء السمع والبصر داخل الوسط الرياضى لو تم نشرها لأحرجتهم كثيرا، ولكنه كان يتقى الله فيما يكتب، أو يقول، وكان دائم الترديد سنحاسب عن كل هذا.

رحم الله صديقى العزيز "خالد توحيد" صاحب الابتسامة الدائمة، والوجه البشوش، واللسان العزب، والنصيحة المخلصة، والمودة الدائمة، والسؤال الذي لا ينقطع عن كل من يعرفه، وتقديم العون للجميع، لقد ألمنى رحيلك المفاجئ، وألم أصاب كل من يعرفك، ولكننى على ثقة أنك في مكان أفضل جزاء ما صنعت في حياتك القصيرة والطويلة بذاكراك الطيبة إلى الأبد إن شاء الله.

الجريدة الرسمية