رئيس التحرير
عصام كامل

الطب البيطري يواجه ظاهرة الكلاب الضالة.. 15 مليون ضال بالشوارع وفقا لإحصائية 2012.. 65 حالة وفاة و370 ألف حالة عقر سنويا.. 4 أمراض تنتقل للإنسان أبرزها السعار.. و130 مليون جنيه للأمصال واللقاحات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الكلاب الضالة ظاهرة تؤرق المجتمع المصرى، وعواقبها وخيمة، حيث أثبتت الإحصائيات أن هناك 370 ألف حالة عقر في عام واحد، و65 حالة وفاة بسبب سعار الكلب، ويبقى الطب البيطرى واقفا منفردا لمواجهة هذه الظاهرة، ويسعى لتضافر جهود الهيئات المعنية لإنهاء تلك الأزمة.


ومن جانبه قال الدكتور الحسين محمد عوض، عضو مجلس النقابة العامة، مقرر لجنة حقوق الحيوان والحياة البرية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين، إنه حفاظا من النقابة العامة للأطباء البيطريين وأعضائها برئاسة الدكتور خالد العامرى النقيب العام، من انتشار الأمراض الوبائية والمشتركة مع الحيوانات، والتي تؤثر على صحة المواطنين وحرصا منها في الحفاظ على الاستثمار الوطنى "الثروة الحيوانية"، تتبنى لجنة حماية الحيوان بنقابة الأطباء البيطريين وتفتح أبوابها أمام الجميع لحل ظاهرة الكلاب الضالة والعواقب شديدة الخطورة التي تترتب عليها.

وأوضح الدكتور الحسينى، أن ظاهرة الكلاب الضالة ظاهرة تؤرق المواطنين نظرا لما تنقله من أمراض خطيرة مثل البروسيلا "الإجهاض المتكررة" ومرض السل والعديد من الطفيليات مثل طفيل الحويصلات الهوائية والمائية، وأخطر الأمراض التي تنقلها الكلاب الضالة هو مرض السعار، مشيرا إلى إحصائية الكلاب الضالة في مصر في 2012 أكثر من 15 مليون كلب ضال، وإحصائية أخرى لوزارة الصحة لعام 2017 تفيد بأن عدد المعقورين من الكلاب الضالة وصل إلى 370 ألف شخص في عام واحد فقط، هذا بخلاف الخسائر في الثروة الحيوانية والتي تموت أو ينتقل إليها الأمراض بواسطة الكلاب الضالة فتقوم بدور العائل الوسيط الذي ينقل المرض لحيوانات الحقل من حيوان لآخر ومن الحيوانات للإنسان مثل مرض البروسيلا.

وأكد أنه طبقا لإحصائيات وزارة الصحة فإن حالات الوفاة في 2017 وصلت لـ65 حالة بسبب مرض السعار، مما كلف وزارة الصحة وطبقا لإحصائيات 130 مليون جنيه للأمصال واللقاحات لمقاومة حالات العقر، والمبلغ يعد استنزافا للاقتصاد المصرى.

كما أضاف أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية متمثلة في ديوان عام الهيئة للخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطرى على مستوى الجمهورية تستقبل الآلاف من الشكاوى من المواطنين وتقوم باستخدام الخرطوش في الحالات الخطيرة ومادة سلفات الاستركنين لمقاومة ومكافحة الكلاب الضالة إلى ما يقرب من نصف مليون كلب ضال سنويا، وهذا الرقم لا يمثل الانتهاء أو نقص ظاهرة وخطر الكلاب الضالة في الشوارع نهائيا، فالمشكلة ليست مشكلة الطب البيطرى وحده ولكنها مشكلة مجتمعية.

وأوضح أن مادة الاستركنين ليست مادة سامة وتستخدم كمادة منشطة لخيل السباق وأثبتت الدراسات واللجان العلمية التي تقوم بها الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة من خلال لجان علمية وتنسيقية مع الجهات المعنية وأساتذة الجامعة في هذا المجال أنه لا توجد مادة أخرى بخلاف مادة سلفات الاستركنين تقوم بها الدولة حاليا لمكافحة ظاهرة العقر والسعار، وتقوم هيئة الخدمات البيطرية بهذا طبقا للقرارات الوزارية وقانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 والقرار الوزاري رقم 53 لسنة 1967.

وأكد على مناشدة النقابة العامة للأطباء البيطريين بتوحيد الجهود الجهات المعنية مثل وزارة الصحة والبيئة والمحليات والتربية والتعليم كل فيما يخصه، للجلوس معا وتوحيد الجهود للوصول لحلول مجدية، حيث لا يتحمل الطب البيطرى وحده حل هذه المشكلة الخطيرة التي تواجه المجتمع.

وأفاد الحسينى أنه في حالة عدم إعطاء الشخص المعقور والذي أصيب بالسعار المصل يموت فورا وليس له علاج، وإذا كانت الإصابة وحالة العقر قريبة من الرأس والجهاز العصبي تحدث حالة الوفاة فورا، وإذا كان العقر في أنحاء بعيدة عن الجهاز العصبى وتم التوجه بالحالة للمستشفى فورا وأخذت الحالة المصل فورا واللقاح لخمس جرعات متتالية تشفى الحالة، فالمصل مكلف جدا للدولة بخلاف الحيوانات الحقلية التي تموت بحالات العقر وحدث هذا في محافظة الوادى الجديد وأيضا الكلاب التي تأكل المشيمة المريضة وتنتقل من مكان لمكان وتؤدى لخسائر اقتصادية وانتشار الأمراض.

ونوه إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تقوم بإنفاق مبالغ لحل هذه المشكلة حسب الإمكانيات المالية المتاحة لها، فتقوم بتحصين الكلاب المملوكة للأشخاص ضد مرض السعار بلقاح الكلب النسيجي المثبط لأعداد لا تتجاوز 50 ألف جرعة سنويا للكلاب المملوكة والحيوانات المعقورة والمخالطة، وتناشد النقابة العامة للأطباء البيطريين ولجنة حقوق الحيوان بالنقابة بتضافر أجهزة الدولة لحل هذه المشكلة، حيث يوجد لقاح فموي مستخدم دوليا وفى الخارج للحد من هذه الظاهرة ويحتاج توفير سيولة مالية كافية، ويتم اعطائه للحيوانات الضالة والحيوانات البرية لقطع دورة حياة المرض.

وأكد الدكتور الحسينى على أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية والنقابة العامة للأطباء البيطريين تفتحان أبوابهما وتقدمان خدماتهما وتعاونهما مع جمعيات محبي وأصدقاء الحيوان وجمعيات حقوق الحيوان المختلفة للجلوس معا لحل هذه الظاهرة والحد من انتشار الأمراض.
الجريدة الرسمية