رئيس التحرير
عصام كامل

الرئيس المحتال


قال عنه نائب في البرلمان: "الشعب غير راض عنه، وهو غير راض عن الشعب، إذن طرف يجب حله، وبما أنه لا يمكن حل الشعب، فعلينا أن نطرد الرئيس". ووصفته زعيمة سياسية تنتمى إلى حزب التجمع الوطني بأنه رجل محتال ومفتعل للحرائق، وأنه زعيم عشيرة ومنظر للعولمة وأستاذ وقح يلقن دروسا في الأخلاق، وطالبه زعيم كتلة برلمانية بأن يكف عن خطاباته الطويلة، ويبعد المسئولين التكنوقراط الذين يعملون معه ويصغي أكثر إلى شعبه.


لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن رئيس حزب معارض وصفه بأنه رئيس الأغنياء، وقال: "لا أدرى لماذا كل ما يقوله الرئيس يقع على الأرض ويتلاشى، حتى عندما نفهم ما يقول، نتمنى لو أننا لم نستمع إليه". من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار اتفقوا على فشله وعلى خطأ تعاطيه مع احتجاجات الشعب، ولا يزال الرئيس ماضيا بحزبه الذي أنشأه في طريق آخر تماما.

الرئيس الفرنسي "ماكرون" من جانبه، طرح قرابة الأسئلة الأربعين حول مستقبل فرنسا، وطالب بحوار مجتمعي ليصيغ عهدا جديدا تنطلق به بلاده إلى آفاق المستقبل، أسئلة حول الغد وملامحه، وما هو مطلوب من الحاكم، وما هو مطلوب من المحكوم، وتفاصيل أخرى ترتبط بعقد جديد.

المعارضون يرون أنه طرح أسئلة للحوار المجتمعي دون أن يغادر موقفه، تاركا مساحة للحوار وكأنه يطرح حوارا دون انتظار نتائجه. السترات الصفراء ربما تنبئ بعهد جديد يترك بصماته على التجربة الديمقراطية برمتها، دون أن نتصور أن بقية أطراف الكرة الأرضية بعيدة عما يحدث هناك في بلاد الحرية!!
الجريدة الرسمية