رئيس التحرير
عصام كامل

تحريك الدعوى الجنائية ضد قناة «الشرق»


في ظل انشغال نقابة الصحفيين بمعركة الانتخابات، أصبحت النقابة وأبناؤها شأنها شأن باقي مؤسسات الدولة هدفًا لمعسكر العداء ورؤوسه العميان في أوكار السب الفاجر ضد كل من يرفع راية الحق ويدافع عنها.


إن الخبث الذي طفحت به «ماسورة» السب، هذه المرة جاء من قناة الشرق، حيث أطلق المخرجون ألسنتهم بالسوء، أفظع كلمات القبح التي لا يستحقونها إلا هم؛ كونهم أهلًا لتلك الأوصاف.. ففيما يسمى برنامج الشارع المصري، المذاع على القناة المشار إليها خرج اثنان تصنيفهما «نكرة» في عالم الإعلام، ظهرا يحللان أوضاع الصحافة المصرية ومعركة الانتخابات بنقابة الصحفيين يزعمان بإفكهما المبين أن «الصحفيين في مصر يتقاضون رشوة من الدولة اسمها البدل» وقصدا بدل التدريب والتكنولوجيا..

وإن «هذه الرشوة تطوَّرت من أربعين جنيها إلى زيادة متوالية مع كل نقيب يتولى النقابة»، والحقيقة أن المذيعين أظهرا جهلًا كبيرًا وحماقة «تُعيي من يداويها»؛ لذلك لست بصدد أن شرح آلية وقانونية ومصدر بدل التدريب والتكنولوجيا، ولسنا –نحن الصحفيين– في موقف المتهم حتى نرد.

المطلوب الآن أن تقوم نقابة الصحفيين بتحريك الدعوى الجنائية ضد القناة المزعومة، فليس معقولًا أن يتعرض الصحفيون للسب والقذف والتحريض العلني من الخارج تحت سمع وبصر النقابة وشيوخ المهنة، فهل استمرأ السبابون ما فعله أمثالهم بنا من مصادر ليست مدركة لدور ورسالة المهنة أحيانا ومتعالية أحيانا أخرى، فضلا عما يعانيه الصحفي من مآسٍ حتى إقرار شرعيته عضوًا بنقابة يريدها أن تكون مظلة شرعية يناضل تحت لوائها.

أقول قولي هذا وقد سالت دماء زملاء لم يكن ذنب لهم إلا البحث عن الصدق، قبل أن يجلس الجالسون فيما يسمى قناة الشرق يبثُون ويروجون بضاعتهم الرائجة من العفن والخبث، وسؤالي لهم: «إن كان ما يتقاضاه الصحفيون رشوة من الدولة فهل تقاضاها القائم على قناتهم –الذي كان عضوا بنقابة الصحفيين يوما ما- إن كان رده وردهم بالموافقة فهذا اتهام منهم لكبيرهم بالرشوة، وإن كان بالنفي فهذا اعتراف بالكذب البواح».

لسنا في نقابتنا، بصدد حسابات انتخابية ضيقة في معركة انتخابات نقابة الصحفيين، الذين عليهم الآن أن يتوحدوا قبل أي وقت مضى؛ دفاعًا عن مهنتهم وحريتهم التي هي حق للشعب قبل أن تكون وسيلة لهم؛ لخدمة ذلك الشعب الذي يعملون لديه ومن أجله، فهو بطل موضوعاتهم التي تنشرها الصحف ومواقعها الإلكترونية وهدفها وقارئها ومقيمها؛ لذلك بات واجبا على النقابة أن تتحرك صونا للمهنة وكرامتها ومبادئها.

وعلى هامش انتخابات النقابة أقول لأساتذتي الزملاء وأعتبر نفسي أقلهم خبرة على المستوى المهني والنقابي: «نصيحة من أخ أصغر.. لا يغرنكم أساتذة الانتخابات ولا من جعلوا حبل ودهم لأصواتكم النزيهة التي تعلو مكانتها التوجيه والوصاية والدعاية.. لا يغرنكم من كان وسيلته الوحيدة للتواصل معكم «لايك» على منشور على مواقع التواصل الاجتماعي بصفحاتكم، أو من جعلوا تلك المواقع وسيلتهم الوحيدة للتواصل معكم.

لا يغرنكم أيها الزملاء أولئك الذين لا برنامج انتخابي لإقناعكم بالتصويت لهم، ابتسامات صفراء مقيتة، أو قبلات سياسية وهمية، أو اتصال أو مكاملة من هواتفهم التي لا تنشط إلا أوقات الانتخابات، بينما هي «غير متاحة» أو «مغلقة» بعد نجاحهم واجتيازهم معركة حصد الأصوات النقابية بنجاح، إذ يتوسل أصحاب تلك الدعاية السوداء، الصوت الانتخابي بكل ما أوتوا من استعطاف، وحال نجاحهم ترى أحدهم «فص ملح وذاب».

يا أرباب الأقلام.. إنكم خلال أيام ستشهدون على أسماء من المفترض أنها ستمثلكم ولا تمثل نفسها، وأنتم على مستوى المصداقية وأهل للقدرة على الاختيار، وها هي الأحداث قد امتاز بها المدافعون عن المهنة عن المتاجرين بالعمل النقابي، وامتاز العاملون لصالح مؤسساتهم – ذات الكتل التصويتية المضمونة – عن العاملين لصالح المهنة.. والله من وراء القصد.
الجريدة الرسمية