رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العمران يطغى على تاريخ سوق المغاربة بالفيوم (صور)

فيتو

ذكروا قديما عن الفيوم أنها مصر الصغرى، نظرا لقرب الشبه في التكوين الجغرافي لمصر، فبحيرة قارون تحدها من الشمال كالبحر المتوسط، وبحر يوسف يقطعها من الجنوب إلى الشمال كموقع النيل في المحروسة.


كما أن الفيوم مرت بها جميع الحضارات من الفرعونية وحتى الإسلامية، وبينهما حضارات الرومان واليونان واليهودية والمسيحية، وكان للأثار الإسلامية نصيب الأسد في الفيوم، لكنها ضاعت على مر العصور ولم يتبق منها سوى خمسة مقاصد هي مسجد الروبى ومسجد قايتباى والمسجد المعلق وقنطرة اللاهون.

فيما ضاع المقصد الخامس، بين أطلال الأبنية الحديثة التي جارت على كل منشأته، ونسيه المسئولين عن إحياء الآثار في مصر، إنه سوق «المغاربة»، الذي كان يشتهر بالصناعات اليدوية سواء كانت تستخدم في الحياة اليومية منها (الملابس - منتجات الجلود - الأثاث المنزلي - منتجات النحاس- المصوغات- الأحذية).

ونشأ السوق في فترة الحكم المملوكي، ويعرف حاليا باسمين مختلفين، شارع القصبة، أو القنطرة، ولم يتبق منه اليوم سوى بقايا مدخله الذي ضاعت معالمه، حيث كان مبنيا بالحجر الأبيض المطعم بالأحمر ويوجد عقد نصف دائري على جانبيه مطعم بالخشب ويزينه شريطان من النحاس.

كما كان على جانبى مدخل السوق مكسلتان حجريتان كان أحد تجار النعال المغربية والأحذية القديمة يتخذهما معرضا لبضاعته، وكان اسمه «همسة» وكان يحول الأحذية القديمة إلى جديدة ليقبل عليها الفقراء.

أما السقف الخشبى فلا يزال باقيا ولا تزال محال الوكالة التجارية باقية، وإن اختفت منها البضائع اليدوية لتتوافق مع متطلبات مرتادى المنطقة الآن، وأصبحت المخازن ومرابط الخيل محال تجارية تعرض الأجهزة الحديثة، ودخل العمران الحديث بقوة ليغير معالم السوق تماما، ويضيع معلم من معالم التاريخ الإسلامي في الفيوم.

ويقول مدير عام هيئة تنشيط السياحة الأسبق الدكتور نبيل محمد كامل: «السوق كانت متخصصة في توفير احتياجات القبائل المغربية التي مرت أو استوطنت الفيوم عبر العصور الإسلامية بدءا من العصر الفاطمي، وحتى القرن الماضى كما رحبت بالقبائل التي نزحت إلى الفيوم إبان الاحتلال الإيطالي لليبيا ووفى فترة مقاومة شيخ المقاومين عمر المختار للمحتلين».

ويضيف كامل: «أن سوق المغاربة تخصصت لمئات السنين في توفير كل ما يتطلبه عرب الفيوم وبدوها من احتياجات يومية وتجهيز العرائس، وبرز في بيع الأحزمة والسجاد والعبايات الصوف».

ويوضح مدير هيئة تنشيط السياحة الأسبق أن فكرة السوق تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني ولها مسميات منها ''الخان'' و''الفندق'' و''الرباط''، وكانت تتكون من عدة طوابق، الأرضي لتخزين البضائع وإسطبلات الدواب والعلوية لسكن التجار، وتقع الحوانيت في صدارتها لبيع السلع، وهكذا كانت وكالة المغاربة بالفيوم.
Advertisements
الجريدة الرسمية