رئيس التحرير
عصام كامل

بريطانيا والإخوان في أفغانستان!


كان لبريطانيا تاريخ طويل في دعم القوى المتأسلمة والعمل إلى جانبها، لكن التآمر مع المجاهدين في أفغانستان كما يقول "مارك كورتيس" في كتابه كان شيئا مختلفا.. بل إن المعونة السرية البريطانية للمجاهدين الأفغان بدأت تتدفق قبل الغزو السوفيتى.. وقد بدأ حلفاء الولايات المتحدة، السعودية ومصر وباكستان، بمساعدة أمريكية وبريطانية في تنظيم حرب المقاومة للقوات السوفيتية.


وبينما أطلق العنان لـ"بن لادن" لتنظيم المقاتلين المتأسلمين، وقامت السعودية بتوفير التمويل اللازم لجماعات المجاهدين، فقد كانت مصر السادات لاعبا أساسيا ثانيا في حرب أفغانستان.. حيث نظمت نقل المتطوعين المصريين إلى أفغانستان، بمن فيهم الإخوان الذين شكلوا نسبة كبيرة من المقاومة المناوئة للسوفيت.

وانطوى الدور البريطاني في حرب أفغانستان أساسا على التدريب العسكري السري وإمدادات الأسلحة، لكنه امتد أيضا لما وراء أفغانستان، أو إلى الجمهوريات الإسلامية جنوبي الاتحاد السوفيتى.. ويشير الكتاب إلى ما سجلته السفارة البريطانية في كابول حول أن التنظيم الدولى للإخوان كان نشيطا في أفغانستان، خاصة في الجيش والجامعة.. كما يشير الكتاب على لسان أحد أعضاء جهاز المخابرات البريطاني كيف كان يتم تهريب المجاهدين الأفغان الذين كان يتم جمعهم ونقلهم إلى بريطانيا، لتدريبهم على استخدام السلاح وتجهيز المتفجرات ونصب الكمائن، وذلك تحت ستار أنهم سياح!

وهكذا تكشف حرب أفغانستان أولا التعاون بين جماعة الإخوان وبقية التنظيمات والجماعات الإرهابية، الأمر الذي يُبين أن جميع المتأسلمين يقعون في سلة واحدة، ولا تمييز بينهم في ممارسة العنف والإرهاب، وأنهم كلهم إرهابيون، وتبين أيضا أكذوبة أن هناك بين المتأسلمين معتدلون!..

كما تكشف حرب أفغانستان ثانيا أن التعاون بين الإخوان وأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية كان كبيرا ووثيقا وواسعا، ومن خضم هذا التعاون على أرض أفغانستان تم نسج شبكة علاقات قوية بينها، صاغت فيما بعد رؤية أمريكية وغربية وليست بريطانية فقط ترمى إلى تمكين الإخوان من حكم مصر وعدد من الدول العربية.. إذن المؤامرة الأمريكية الغربية لم تبدأ بعد ١١ سبتمبر، وإنما بدأت قبلها بسنوات، وتحديدا في التسعينيات!
الجريدة الرسمية