رئيس التحرير
عصام كامل

تفاهم بريطاني إخواني على اغتيال ناصر!


في عام ١٩٥٤ حاول الجهاز السرى لجماعة الإخوان اغتيال "عبد الناصر" وهو يخطب في الإسكندرية، وعقب ذلك تلقى "ناصر" رسالة شخصية من رئيس الوزراء البريطاني يقدم إليه التهنئة (لنجاته من الهجوم الخسيس الذي وقع على حياته).. لكن في ذات الوقت كان التعاون والتنسيق بين الإخوان والبريطانيين قد ذهب إلى مدى بعيد..


وتحتوى الملفات السرية البريطانية، كما يقول المؤلف، مذكرةً تكشف عن لقاء أخبر فيه قيادى إخوانى هو "أبو رقيق" المستشار الشرقي للسفارة البريطانية، "تريفور إيفانز"، أنه إذا بحثت مصر في كل أرجاء العالم عن صديق فلن تجد سوى بريطانيا!

ويقول المؤلف أيضا إنه لا يزال الكثير من الملفات البريطانية الخاصة بأزمة قناة السويس قيد الرقابة، ولكن تكشفت وتسربت بعض المعلومات على مر السنين حول مختلف المحاولات البريطانية للإطاحة بعبد الناصر أو اغتياله. وانطوت واحدة من هذه الخطط على الأقل على التآمر مع الإخوان.

ويكشف المؤلف أن "ستيفن ماكلين" المسئول التنفيذي السابق عن العمليات الخاصة، و"جوليان إيمرى" سكرتير مجموعة السويس، و"نورمان دارسين" رئيس محطة المخابرات الخارجية البريطانية أجروا جميعا اتصالات بالإخوان في سويسرا انطوت على بحث تنفيذ محاولة اغتيال لـ"عبد الناصر"، وإقامة حكومة في المنفى تحل محل "عبد الناصر" بعد حرب السويس.

كما أن هناك أدلة كما يقول الكتاب على أن البريطانيين أجروا اتصالاتهم مع الإخوان لبحث التعاون ضد "عبد الناصر"، عندما زار بعض الإخوان الملك "فاروق" في منفاه بإيطاليا، وبعد هزيمة "ناصر" للبريطانيين ببضعة أشهر، كان "تريفور إيفانز" الذي قاد الاتصالات البريطانية مع الإخوان قبل أربع سنوات يكتب مذكرات في مطلع عام ١٩٥٧ يوصى فيها بأن يكون اختفاء نظام "عبد الناصر" الهدف الأول لبريطانيا، وتبين هذه المذكرات أن بريطانيا سوف تواصل التعاون مع الإخوان في المستقبل، وقد حدث ذلك فعلا.
الجريدة الرسمية