رئيس التحرير
عصام كامل

الفنانة «شهيرة» والفهم الصحيح للإسلام!


حملة كبيرة تطول الفنانة شهيرة لأنباء عن خلعها للحجاب.. وبعيدا عن صحتها من عدمها نقول إن التدخل في شئون العباد بات أمرا مستباحا لا حدود له، ولا يمكن إلا أن يكون الأمر منظما يهدف إلى أبعد مما نتخيل، وهو الحشد في اتجاه إثبات فكرة واحدة يعمل على إثباتها البعض منذ فترة وهي أن مجتمعنا "يبتعد عن الله،" وبالتالي على ذلك يتم بناء أشياء كثيرة جدا منها ما هو شرير وخبيث!


عرفنا الفنانة شهيرة فنانة لا تقدم إلا الجيد والمقبول من الأعمال.. وشاطرت حياة فنان محبوب حياته وشاركته كل شيء فأسسا معا أسرة محترمة لم نسمع عنها إلا كل خير.. ومنذ سنوات طويلة تقوم الفنانة شهيرة بأعمال خيرية في كل اتجاه.. ومع ذلك أسس الإسلام قواعد مستقرة وهادئة لنا جميعا في التعامل فيما يخص علاقة الإنسان بربه والإنسان بدينه.. ولا يمكن لدين يكون قانونه في حرية العقيدة هو "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" أن يكون الحجاب أو غطاء الرأس سببا للتدخل في شئون الناس والتطاول عليهم..

ولم تتوقف قوانين القرآن عند الآية السابقة، بل قال عز وجل "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، وقال أيضا مخاطبا رسوله عليه الصلاة والسلام مباشرة "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء"، وقال له أيضا "أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين"، وقال له "فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظا إن عليك إلا البلاغ"، يعني تبلغ الرسالة ليس عليك أن تلزم أحد بشيء ولن تحاسب على قبولهم أو رفضهم..

ويقول له أيضا "لست عليهم بمسيطر"، وفيها نفس المعنى السابق، ويقول له أيضا "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم"، أي إن الله يقول لرسوله لست أنت من تحاسب.. هذا شأننا نحن وحدنا!

ويصف رسوله بأنه بالمؤمنين "رءوف رحيم"، والمعنى واضح وهو خلاف ما يجري كله من غلظة وسوء تعبير وخروج عن الأدب عند البعض!

الإسلام كبير وعظيم ومن يلتزم بتعاليمه رغم ما في القرآن عنها، ويلتزم فقط لأنه رأي فلان أو فلانه فهذا شأنه.. ومن يترك ما التزم به لأن فلان أو فلانه تركوه فهذا شأنه.. إلا أننا نؤمن بما قاله الخليفة الحكيم أبو بكر الصديق عند إعلان خبر وفاة الرسول "من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن يعبد الله فإن الله حي لا يموت"!

الآيات تخاطب رسول الله وليس بيننا من أفضل منه.. وتحدثه عن المشركين وليس بيننا من هم أسوأ منهم.. وخليفة رسول الله يضرب المثل برسول الله عليه الصلاة والسلام وليس بعد ذلك مثلا.. إذن الآن.. على أساس تعاليم أي دين يحدث الذي يحدث؟

لا علاقة لما يجري من إساءة وتطاول سواء -كما قلنا- صحت أخبار التخلي عن الحجاب أو لم تصح أو كانت صحيحة وحدث التراجع عن التخلي، نقول: لا علاقة لكل ما يجري بالإسلام الصحيح السليم وتعاليمه وسماحته ومساحة الحرية التي كفلها للجميع ولذلك حسم الأمر كله بالحكم على النية وحدها..

أما الشكل فقال عنه "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم إنما إلى قلوبكم وأعمالكم"!
الجريدة الرسمية