رئيس التحرير
عصام كامل

متى يعود مبارك لحكم مصر؟!


هو أو من كان يعمل معه، أي رجاله، أو حتي من يؤمنون بأن طريقته في الحكم كانت صحيحة. هذه الأسئلة عبر عن انزعاجه منها صحفي مغربي مشارك في مؤتمر المدافعين عن حرية الإعلام في العالم العربي المنعقد بالأردن، فما يحدث في مصر، سينعكس بالتمام والكمال في كل منطقة الشرق الأوسط. قلق الزميل المغربي العزيز منتشر في مصر، فالمقارنة التي تدور يومياً في كل مكان في مصر بين مبارك والإخوان، وتكون النتيجة لصالح النظام السابق. فهل هذا يعني إمكانية عودته؟.
 

لا أظن، فيكاد يكون من المستحيل أن تدار مصر بطريقة مبارك ومن قبله السادات وعبد الناصر. ولو كان ذلك صحيحاً لاستطاع التنظيم السري للإخوان أن يحكم قبضته بسهولة على البلد. فهم كما قال لي شاب إخواني "مش عارفين نتهنى بالحكم". فمن الصعب أن يقبل القطاع الأكبر من المصريين الاستبداد. ولذلك لا أظن أنه يجب أن نخاف من عودة نظام مبارك. فالحقيقة أن معركتنا لم تكن مع شخصه، ولكن مع استبداده. والحقيقة أيضاً أنه لم يكن استبدادًا شخصيا. ولكنه آليات استبداد يتم العمل عليها بكفاءة من أنظمة الحكم طوال أكثر من ستة عقود.
فما معنى هذه الآليات؟
معناه دساتير وقوانين معادية لحرية الرأي والتعبير والتنظيم. ومؤسسات دولة غير مستقلة تتبع السلطة التنفيذية. أضف على ذلك تعليم وثقافة تم تكريسهما لتعميق الاستبداد. وهذه الآليات معركتنا معها. وسواء كان على رأس مبارك أو مرسي أو حتى الدكتور البرادعي أياً من كان، فالهدف ليس الانتقام من رجال نظام سابق، أو من غيرهم. ولكن الهدف هو تدمير آليات الاستبداد وبناء آليات ديمقراطية. أي دولة تعطي لكل المصريين حقوق وواجبات متساوية.

من يعمل على هذا الهدف أهلاً به ومن يحاربه لا يجب أن نرحمه. فعلى سبيل المثال المستشارة الألمانية ميكل كانت عضوا في الحزب الشيوعي الألماني قبل توحيد ألمانيا. ولم يحرمها أحد من الترقي السياسي. والمثال الأكثر وضوحاً هو مانديللا الذي لم ينشغل بالانتقام من أفراد، ولا حاول إقصاء البيض. ولكنه تصالح مع كل من يريد بناء دولة جنوب أفريقيا الحديثة الحرة. وهذا ما أعتقد إننا يجب أن نفعله، أي الانشغال ببناء الدولة المصرية الديمقراطية ومحاربة من يحاربها والتحالف مع من يريدها.
الجريدة الرسمية