رئيس التحرير
عصام كامل

«البلاستيك القاتل».. دول العالم تمنعه ومصر تستهلك 12 مليار كيس سنويا.. الإصابة بالسرطان أبرز مخاطرها.. و«البيئة»: الأكياس صديقة البيئة هي الحل

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

"علب الكشري، ببرونة الأطفال، أكياس الخضار، زجاجات المياه الغازية والعصائر".. أشياء نستخدمها يوميا ويدخل في تكوينها البلاستيك، الذي أثبتت آخر الإحصائيات التي قامت بها جهات متعددة منها وزارتا البيئة والصناعة ومركز البيئة والتطوير في المنطقة العربية، أن مصر تستهلك 12 مليار كيس بلاستيك بتكلفة نحو 2.5 مليار جنيه سنويا، ناهيك عن حجم المخلفات التي تنتج عن تلك الكمية، والتي تقدر بـ 970 ألف طن مخلفات بلاستيك سنويا من إجمالي 16.2 مليون طن مخلفات كلية.


مخاطر البلاستيك
تتعدد مخاطر استخدام البلاستيك بيئيا وصحيا، فمادة الديوكسين المكون الرئيسي للبلاستيك هي أكثر المواد الكيميائية العضوية السامة فتكًا بالصحة، وتصنف من المواد المسرطنة، فعندما تضع طعامك في أكياس بلاستيكية، أو عندما تشرب في كوب بلاستيك، أو عندما تغلف طعامك بالبلاستيك الرقيق المخصص لتغليف الأطعمة، فإنك تعرض نفسك لأخطار البلاستيك. وحتى إذا كان البلاستيك المستخدم في صناعة تلك الأشياء، يحتوي على نسبة أقل من الديوكسين فإن الخطر ما زال موجودا.

وبيئيا، عند وصول المنتجات البلاستيكية نتيجة إلقاء القمامة في البحار والأنهار والمحيطات أو في تجمعات للقمامة بالقرب منها، فإنها تتسبب في أضرار بالغة للحيوانات البحرية التي تتناولها أو تختنق بها أو تُحتبس بداخلها، وتلتف الأكياس البلاستيكية حول الشعاب المرجانية والنباتات البحرية فتحجب عنها الشمس فتموت وقد فُقدت كثير من الأنواع البحرية بسبب مخلفات المواد البلاستيكية التي تصل إليها.

الأكياس صديقة البيئة

ليست كل الأكياس البلاستيكية مضرة للصحة، فهناك أكياس بلاستيكية صديقة للبيئة، حيث يتم إضافة بعض المكونات عليها، تجعل هذا الكيس يتحلل تلقائيا في خلال سنة أو سنتين على الأكثر، على عكس الأكياس البلاستيكية العادية التي يصل عمرها إلى 500 عام.

يمكن من خلال إضافة تكنولوجيا جديدة وبسيطة لصناعة الأكياس البلاستيكية أن تساعد على تحلل الأكياس عند التعرض للأكسجين فتحول المنتج من مضر للبيئة إلى صديق للبيئة، فالأكياس البلاستيك مصنوعة من المواد النفطية من مادة البولى إيثيلين وهو عبارة عن سلسلة طويلة من ذرات الكربون والهيدروجين وتحتاج البيئة إلى مئات السنين لتفكيك هذه الروابط طبيعيا، وهى غير قابلة للتحلل العضوى والطريقة الوحيدة للتخلص منها هي حرقها مما يلوث الهواء والمياه والمزروعات.

كيف تتخلص مصر من البلاستيك
وعن طرق التخلص من البلاستيك قالت الدكتورة ميسون نبيل، مدير برنامج التحكم في التلوث الصناعي بوزارة البيئة، إنه يتم التخلص من البلاستيك إما على الأرض أو في البحر، ويكون على الأرض مختلطا بالمخلفات الأخرى العضوية وغير العضوية ويتم التخلص منه عن طريق الحرق المكشوف، أو عن طريق إعادة التدوير، حيث يتم تحويله إلى وقود لمصانع البلاستيك كبديل للوقود الأحفوري كالمازوت والسولار.

وأضافت أنه لا يمكن حاليا إصدار قرار بإلغاء الأكياس البلاستيك من مصر، حتى يكون هناك صناعة بديلة لها أولا، مشيرة إلى أن وزارة البيئة بدأت في تشجيع المستثمرين لافتتاح مصانع أكياس بلاستيك صديقة للبيئة، مؤكدة على أن ربة المنزل هي التي بيدها أن تقلل من استخدام الأكياس البلاستيكية الضارة.

وأوضحت مدير برنامج التحكم في التلوث الصناعي بوزارة البيئة أن نسعى لإنجاح فكرة تشجيع من يستخدم الأكياس صديقة البيئة من خلال السوبر ماركت الكبيرة، باستخدام الأكياس المتحللة، والأكياس متعددة الاستخدام وهى تحتاج لنوع معين في التصنيع، لافتة إلى أن وزارة البيئة تسير في هذه الخطة وفقا لسياسات بعينها، من أهمها التوعية والبدائل، ثم التشريع، وأخيرا المنع.
الجريدة الرسمية