رئيس التحرير
عصام كامل

«كروان القرآن».. الطاروطى يتلو آيات الذكر الحكيم بـ«الفتاح العليم»

الشيخ عبد الفتاح
الشيخ عبد الفتاح الطاروطي

نشأ في أسرة قرآنية خالصة، ما بين أب يحفظ كتاب الله وأم محبة لأهل القرآن، فوجد عقله وقلبه متعلق بالذكر الحكيم منذ الطفولة، دخل كُتاب القرية في قرية "طاروط" بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، وكان عمره 3 سنوات وأتم الحفظ في السنة الثامنة.


هو الشيخ عبد الفتاح الطاروطى، صاحب الصوت الجميل والنفس الطويل، ولد سنة 1965 وقد وهبه الله حنجرة قوية صدحت بتلاوة القرآن في مختلف دول العالم بعد أن بدأ القراءة بجوار عمالقة التلاوة ومنهم الشيخ محمد الليثي، والشحات أنور، واليوم نستمع ونشاهد "الطاروطي" وهو يقرأ قرآن الجمعة من مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة.

بدأ الشيخ عبد الفتاح الطاروطي في حفظ القرآن الكريم على يد والده، والشيخ عبد المقصود السيد النجار، شيخ الكُتاب في القرية التي كان يعيش فيها، وسرعان ما اكتشف موهبته في الحفظ وحسن التلاوة، وأتاح له قراءة القرآن بالمآتم الخاصة بالقرية فذاع صيت "الطاروطي" بعدها وانتقلت شهرته للقرى المجاورة، ثم التحق بعد ذلك بمعهد الزقازيق الأزهري حيث كان يسكن في منزل خاله، وتخرج في كلية أصول الدين قسم الدعوة الإسلامية، بتقدير جيد جدا عام 1988 وكان عميد الكلية الدكتور أحمد عمر هاشم، ثم عين إماما وخطيبا بأوقاف الشرقية.

ويرى "الطاروطي" أن الصوت الجميل والنفس الطويل موهبة من عند الله ويجب الحفاظ عليهما، كما يحب التعليم من الأساتذة الكبار أصول القراءة، مشيرا إلى أن الُكتاب هو الأصل لمن أراد أن يحفظ القرآن الكريم.

والتحق الطاروطي بإذاعة القرآن الكريم في عام 1993 بعد الاختبارات التي أجريت على لجنة تضم كبار المقرئين، ومنهم الشيخ رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ والشيخ محمود الحصري، ليقرأ بجوار كبار القراء أمثال الشيخ سعيد عبد الصمد والشيخ محمد الليثي، والشيخ الشحات أنور.

وامتدت شعبية الشيخ عبد الفتاح داخل وخارج البلاد وتلقى العديد من الدعوات لتلاوة القرآن في الأمريكيتين واختير للتحكيم في 13 مسابقة داخل وخارج مصر، وتم اختياره من قبل رئيس الإذاعة الأستاذة "نادية مبروك" للتحكيم في مسابقة الأصوات الحسنة التي ترعاها إذاعة صوت العرب، بإشراف من الأزهر، والتحكيم مسابقة الدولة بمحافظة بورسعيد على روح المرحوم الشيخ "محمد رفعت" تحت إشراف رئيس مجلس الوزراء.

حصل الشيخ الطاروطي على العديد من الأوسمة والنياشين من الرؤساء وملوك الدول العربية، بالإضافة لتكريمه في الجامعة الإسلامية البنورية في باكستان، وحصوله على الدكتوراه الفخرية، بعد تلاوة سورة يوسف.

وكانت آخر الخطوات الناجحة في مسيرة الطاروطي هو إنشاء معهد "طاروط لإعداد قراء القرآن الكريم والمبتهلين" وهو عبارة عن مبنى به سكن للمغتربين، تحت إشراف طبى من أطباء أذن وحنجرة، حتى يكون القارئ تحت عناية ورعاية كاملة ويتعلم كيفية القراءة بطريقة صحية بعيدة عن الانفعال، وتعليم كيفية إخراج الصوت من خلال دراسة علمية في فن تجويد القرآن بإشراف من وزارة الأوقاف.
الجريدة الرسمية