رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح جاهين يكتب: حكاية موس الحلاقة

صلاح جاهين
صلاح جاهين
18 حجم الخط

في مجلة صباح الخير عام 1966 كتب الشاعر الفنان صلاح جاهين مقالا قال فيه: حينما كنا لا نزال كتاكيت خضراء تنقر في الأرض بحثا عن الاشتراكية كان هناك مثال اقتصادى تقليدى لا تتعب من ضربه كلما اشتبكنا في مناقشة حول موقف النظام الرأسمالى من قضية الإنتاج، وكان هذا المثال هو "حكاية موس الحلاقة".

وكما نقول للخصم الذي يقاوحنا: تعرف حكاية موس الحلاقة؟
تعرف إنه كان فيه مخترع عبقرى اخترع موس حلاقة مايتلمش أبدا بل يفضل حامى ومسنون على طول، تعرف حصله إيه؟، لقوه مقتول في أوضته الصبح، تعرف ليه؟ لأن الشركات اللى بتعمل الأمواس يهمها إنك ترمى كل يوم موس وتجرى تشترى غيره.

طبعا في تلك الأيام لم تكن قد ظهرت تلك الأمواس الحديثة الرائعة التي تحلق لك عشرين أو ثلاثين مرة.. لكنها كانت على أي حال حجة قوية مفحمة ومضمونة دائما في كل مناقشة من مناقشاتنا الطلابية الصاخبة، وكم من نصير متحمس للفكر والأسلوب الرأسمالى، هوى وتمزق تحت حد هذا الموس الباتع بارك الله فيه.

وأذكر أيضا أنى كنت في زيارة لإحدى الأسر الأمريكية أثناء جولتى في الولايات المتحدة، وقد جلست ست البيت تحدثنى عن ثلاجتها الكهربائية فقالت:
«الشركة هنا تديك ثلاجة زى البرلنت وماشية زى الساعة.. لكن تقول إنها منبه وظابطينه على ميعاد مخصوص.. مسافة ما تشتغل المدة اللى الشركة محدداها تروح نازلة فتافيت ولا يمكن تتصلح أبدا، ولازم تشترى غيرها».

«كل هذه الذكريات دارت برأسى وأنا أسمع الأخبار الجديدة عن دودة القطن.. ألا تظنون معى أن الشركات الأجنبية الرأسمالية الغربية التي تصنع لنا المبيدات الحشرية.. يهمها أن تبقى على حياة دودة القطن فلا تصنع من المبيدات ما يبيدها إبادة تامة، وإنما يقضى عليها بشكل جزئى متيحا لها الفرصة لتظهر في العام التالى من جديد، ونجرى نحن نشترى المزيد، من ذلك المبيد الذي لا يبيد.
مش ممكن؟..أم أنه شيء أكيد؟
الجريدة الرسمية