رئيس التحرير
عصام كامل

ثلاثة أماكن لإهانة المصري وقتله أحيانا!


يهان المواطن المصرى عادة في ثلاثة أماكن ويقتل في إحداها: الشارع، وبوابات المستشفيات، حيث بتوع الأمن البلطجية، وداخل المستشفيات، أطقم التمريض مدفوعة البقشيش والإكراميات بالابتزاز، أما المكان الثالث ففى المصالح الحكومية، حيث يقبع الإله الفرعون.. السيد الموظف الجبار.


الحقيقة أن الإله الفرعون القابع متعجرفا وراء اللوح الزجاجي، يتحول إلى خادم مطيع.. أحنى ظهره بسيجارة أو شاي "للرجالة" أو دس المعلوم في الدرج الموارب أو المفتوح، وفقا لدرجة بجاحة وبكاسة الإله المرتشى. أيضا يمكنك امتطاء موظف الأمن على بوابة المستشفي، أو في طوابقها بأمرين الزجرة واصطناع الهيبة، كشرطي أو رجل مال أو قضائي، وأن تقرن ذلك بإشارة من السبابة وصوت عميق غميق: افتح يا بنى!

لكن الأسهل، والشائع عادة أن تريح دماغك وتصفط شاسيهك وترخي أكتافك بعشرين جنيها أو عشرة جنيهات، حسب تقديرك لقوة وصلابة البغل المانع دخولك! أما فئة الممرضات نتاج حلل المحاشي، فأمرهن أسهل وأسهل، وهؤلاء تجوز عليهن الرشوة لأنها صدقة فيما أظن!

إذن ما المكان الثالث الذي يهان فيه المواطن المصرى؟

كما قلنا؛ فإنه الشارع!

كيف؟

انظر حولك تجد التوكتوك يرعي بلا عقل ولا عقوبة، يقوده أطفال وصبية وبلطجية. ولما كان التوكتوك الذي حارت فيه السلطتان التنفيذية والتشريعية، راجع صرخة الوجع من على عبد العال دكتور مجلس النواب، فإنه يعتبر المركبة الوحيدة تقريبا المرخص لها بالقتل دون دليل يأتي بها أو يقود إليها عند الحساب.

التكاتك في كل مصر تحمل امتياز القتل والفوضى والبلطجة والدولة ساكتة وعاجزة، ولم يعرف سر تحنيط إرادتها حتى الآن.

كل هذه كوم وما رأيته بعينى على طريق السفر ما بين كفر شكر إلى المنصورة كوم آخر. من شدة غيظي، ولتوفر وقت طويل ملول، بسبب السرعة التي لا تزيد على عشرين كيلو مترا، رحت التقط أرقام سيارات خاصة عديدة، لمحافظات الدقهلية ودمياط وبورسعيد!

هذه السيارات تحمل لوحات أرقام صريحة، ولا تتمتع باللوحات الزرقاء والبيضاء والحروف الرباعية والأرقام الثلاثية التي نراها بالقاهرة. كلا. إنها تحمل فقط اسم المحافظة مكتوبا بخط رقيق رقيق رفيع، ومن تحته أرقام السيارة بخط أرق أرق أرق وأرفع!، كأنها في الحقيقة سيارات بلا لوحات.

وحين تسوق سيارة وأنت بلا لوحات تقريبا، فيمكنك أن تفترى وأن تدوس على خلق الله، خارج سياراتهم أو داخلها أو تعربد في الطريق أو تزيح من أمامك!

ما الفارق بين توكتوك بلا أرقام بموافقة الدولة، وسيارة خاصة تبرز لسانها لإدارات المرور في ثلاث محافظات؟.. لا فارق. كلتاهما يحملان تراخيص بقتل الأبرياء والعربدة والقيادة الرعناء. هل هذه اللوحات رسمية؟، هل هي فعلا ما تسمح به المحافظات الثلاث؟
إذا كانت كذلك فتلك كارثة، وثمة مصلحة، وإن لم تكن كذلك فمن يبيعها وأين، بل من يصنعها وأين، ولماذا تتركه الشرطة؟ وأخيرا هل الأمر مقصور على الدقهلية ودمياط وبورسعيد؟

أنتظر الرد المقنع المسئول من المسئول عن هذه الجريمة الطليقة في شوارع هذا البلد.
الجريدة الرسمية