رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

كانت وبالا على مصر! (2)


مهما يكن توصيف ما جرى خلال يناير وما بعده، هل كانت ثورة بحق أم انتفاضة أو هوجة أو مؤامرة، وسواء اتفقنا أو اختلفنا مع ما يروجه البعض من تفسيرات أو رؤى، فإنها كلها تبقى ضربا من ضروب التصور الذي لم تكتمل فيه حقيقة التاريخ، الذي لن يثبت إلا برواية مؤرخين ثقات، يملكون أدوات التحقق من صحة الأحداث وجوهرها بمعزل عن الهوى والانحياز.


بالأمس حلت الذكرى الثامنة لأحداث يناير الثقيلة بعد أن تركت آثارًا زلزالية وخيمة ليس على الحاضر فقط، بل على المستقبل بصورة أكبر، فقد تأثر كل شيء في مصر: الأمن والاقتصاد والأخلاق والحياة الاجتماعية.. ولعل ما يعانيه مجتمعنا في الاقتصاد الذي تأثر سلبًا بتوقف الإنتاج والانفلات والفوضى التي ضربت كل مناحي الحياة، ولاسيما أخلاق المصريين التي تغيرت بفضل ما رأوه على الشاشات من تلاسن وتشاحن وتطاحن واستقطاب وانتهازية وأنانية وتعصب أعمى..

لعل ذلك كله جزء من الثمن الفادح الذي دفعته مصر ولا تزال من أمنها واستقرارها ومستقبل أجيالها القادمة.

الأخلاق إذن كانت أكبر المتضررين في مجتمعنا.. ولعل ما أصاب أخلاق المصريين بعد يناير جانب آخر من تلك الخسائر الفادحة.. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. لقد عَلَتْ ولا تزال لغة السباب في الشارع والفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي، وتفشي الطعن في الذمم والتفتيش في النوايا، وإلقاء التهم جزافًا، والخوض في الأعراض، وانتهاك الخصوصيات، والتشكيك في كل شيء، والتطاول على الرموز بزعم التغيير والثورة على الفساد..

وهو زعم باطل أريد به إنهاك الدولة وتدمير أركانها، وهو ادعاء متهافت انكشف زيفه مع الأيام حين ظهر للجميع حقيقة نشطاء الثورة الذين وصفهم البعض بـ"نشطاء السبوبة".
Advertisements
الجريدة الرسمية