كانت وبالًا على مصر! (1)

أيام يناير 2011، لا أعادها الله، كانت وبالًا على مصر والمنطقة كلها.. ولا أدري لماذا لم تتم كتابة أحداث تلك الفترة حتى الآن؛ ليعلم الجميع ولاسيما الشباب يقينًا حقيقة ما جرى في تلك الأيام.. وهل كانت هوجة أم مؤامرة نسجت خيوطها أطراف عديدة منذ فترة طويلة، انعقدت إرادتهم على تركيع مصر واستنزاف مقدراتها ونزعها من سياقها الإقليمي وإشغالها بنفسها..

ولعل ما قالته "كوندوليزا رايس" وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قبلها بسنوات عن "الفوضى الخلاقة" كان مقدمة لما حدث فيما عرف بدول الربيع العربي التي اجتمع عليها محور الشر، ممثلًا في جماعة الإخوان والأمريكان وقطر وتركيا ومن لفَّ لفَّهم.

مخطط تقسيم دول المنطقة كان هدفًا رسمته عقول الغرب ومراكز بحوثه منذ فترة طويلة؛ هدفًا أكدته حيثيات محاكمات قيادات الإخوان والعناصر الشاردة المتآمرة التي اتهم بعضها بالتورط في حرق المجمع العلمي، الذي أريد به طمس هوية مصر الحضارية كما فعل داعش بتدمير آثار وتراث العراق البلد الشقيق، الذي مزقته الشعارات البراقة والوعود الزائفة بجنة الديمقراطية المحمولة على أسنة الرماح والدبابات الأمريكية.