رئيس التحرير
عصام كامل

المخدوعون في الإخوان


أكثر شىء يثير فزعي حتى الآن، أن بيننا مثقفين وسياسيين ما زالوا مخدوعين في الإخوان، ولذلك يتابعون فضائياتهم التي تبث سمومها وأكاذيبها من تركيا، ويرددون ما يروجه الإخوان من شائعات، وينصتون لادعاءات الإخوان، ويصدقون للأسف الشديد هذه الادعاءات والأكاذيب والشائعات.


والمثير أن هؤلاء ليسوا مجرد مواطنين عاديين يسهل خداعهم والتغرير بهم، وإنما هم مثقفون وسياسيون.. والأكثر من ذلك سبق لهم أن خبروا التعامل مع الإخوان، وتبينوا أنهم كاذبون ومخادعون ولا يمكن الوثوق بهم أو تصديق ما يقولونه ويروجونه.

ولعل ذلك تحديدا هو ما يراهن عليه الإخوان.. أي قدرتهم على أن يغشوا ويخدعوا البعض منا، رغم أن هذا البعض علم من قبل طبيعة تلك الجماعة المتطرفة والفاشية، بينما هم يتطلعون كما يقولون إلى دولة مدنية حديثة، وليس دولة الخلافة الإسلامية التي يسعى إليها الإخوان.

ولذلك لا بد أن نحمى أنفسنا ومستقبلنا من هذا الخطر.. خطر استعداد بعض مثقفينا وسياسيينا لأن يخدعهم الإخوان مجددا.. والحماية لن يحققها نص نضيفه إلى الدستور، وإنما يتحقق أساسا بخلق وعى عام في المجتمع بأن تلك الجماعة إرهابية وفاشية وأعضاؤها لا ينتمون إلى فصيل وطنى، وإنما هم مجموعة من المتطرفين الذين يعتبرون مشاريع إرهابيين جاهزة.

وهذا الوعى العام يتحقق ليس بالإرشاد والتوجيه أو حتى الدعاية، وإنما يتحقق بالحفاظ على ذاكرتنا الوطنية حاضرة، بحيث لا ننسى جرائم الإخوان التي ارتكبوها طوال تسعة عقود من الزمان، خاصة الجرائم التي مكنتهم من الإمساك بحكم البلاد.
الجريدة الرسمية