رئيس التحرير
عصام كامل

ماري منيب تكتب: عريس من الصعيد

ماري منيب
ماري منيب

في مجلة "الجيل" عام 1954 وفى مذكرات كتبتها الفنانة مارى منيب أشهر حماة في السينما المصرية ـــــــــــ ولدت عام 1905 ورحلت في مثل هذا اليوم 21 يناير 1969 ــــــــــ كتبت تحت عنوان (عريس من الصعيد) تقول:


"كان فيه في البيت اللى كنت ساكنة فيه عائلة قبطية من الصعيد وكان عندهم شاب جميل وحليوة، هوه كان موظف كويس في السكة الحديد وأهله كانوا كويسين وبيحبونى.

اتقدم لماما، وماما ماكانش عندها أي مانع، وفى أيامنا البنات كانوا بيتجوزوا صغيرين، البنت يبقى عمرها 12 أو 13 سنة يجيلها عريس يكلفتوها وياله نازلة السلالم يامشالله عليها.

ماما فرحت بالعريس ده ووافقت على أنها تكلفتنى، عملوا حفلة وقدموا الدبل، هوه لبس دبلته وأنا لبست دبلتى من غير ما أكون أفهم حاجة في الجواز ومعنى الجواز، كل ما فى الأمر إنى أفرح وألعب وألبس فستان حلو.

احنا الشوام، والشوام زى الأفرنج مايستخبوش، لكن الأقباط وخصوصا الصعايدة كانوا بناتهم وستاتهم يستخبوا.

بعد الخطوبة بكام يوم أنا واقفة في البلكونة وخطيبى جاى في الشارع بص لفوق شافنى، طلع زعلان وثائر وأمه وأبوه وراه.

عملوا جلسة عائلية إزاى ابنهم يبقى جاى من شغله ويشوفنى واقفة في البلكونة، ورجليه باينة من حديد البلكونة، وده مايصحش، المهم اتفقوا يعملوا حصر داير البلكونة، وماما وافقت على الفكرة بالرغم من تكلفتها.

فيه حكاية ثانية وهى أن كل بيت كان لازم يبقى فيه فرن لخبز العيش، وحماة المستقبل كانت كل ما تولع الفرن تندهلى علشان تمرنى على شغل البيت، وانزلها تحط لى ماجور صغير وهي تعجن في الماجور الكبير وأنا مبسوطة باللعبة دى.

لكن ماما وستى كانوا متضايقين ويقولوا هيه حاتمرمطها وتشغلها عجانة واحنا بنتنا مش بتاعة الحاجات دى.

وأنا أقولهم وماله مش حابقى ست بيت، المهم بعد ثلاثة شهور من الخطوبة اتنقل العريس إلى النخيلة مركز أسيوط وعاوز يتجوز هناك، وقعدت أمى وستى يتداولوا ويقولوا البت لسة صغيرة مش بتاعة غربة، ولو كان يفضل هنا يبقى كويس.

في الآخر العيلتين اتخانقوا مع بعض وفكينا الخطوبة وقعدت في قرابيز أمى، تصوروا بقى لو كنت اتجوزت الراجل ده مش كان زمانى باعجن واخبز وكنت يمكن بقى لسة قاعدة في النخيلة وعندى ست سبع عيال ولا حاسة بالدنيا ولا ليه أي ذكرى في الحياة الفنية".
الجريدة الرسمية