رئيس التحرير
عصام كامل

ما أجمل هذا الضيف!


تعانى السينما المصرية منذ عدة سنوات حالة من التراجع الشديد نعلم أسبابها جميعًا، حيث أصبح العثور على فيلم يستحق المشاهدة وتستطيع بعده أن تشعر بأنك قد أثريت روحك وعقلك عملًا بالغ الصعوبة، نظرًا لحالة الندرة التي بتنا نعيشها لكى نجد مثل هذه النوعية من الأفلام، لهذا فقد سعدت للغاية عندما فاز الشهر الماضى الفيلم المصرى الجديد "الضيف" بجائزة الجمهور كأحسن فيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان "تالين" السينمائى بدولة إستونيا في العرض العالمى الأول للعمل. 


خاصة وأن هذا المهرجان يقع ضمن 14 مهرجانًا دوليًا فقط يحملون تصنيف "A" من بينها (كان وبرلين وفينيسيا)، وهو ما جعلنى أحرص على تلبية الدعوة الكريمة لأسرة الفيلم لمشاهدة عرضه الخاص في نهاية الأسبوع الماضى، والحمد لله لم يخب ظنى وحدث تمامًا ما توقعته، فقد قدمت لنا كتيبة عمله المبدعة عملًا راقيًا في غاية التميز، ويستحق بكل تأكيد أن يمثل مصر في جميع المحافل الثقافية الدولية.

الكاتب المتألق إبراهيم عيسى يسمو بنا كعادته في منطقته التي تميز بها دائمًا (إعمال الفكر والعقل)، والمخرج الرائع هادى الباجورى أبدع في كل التفاصيل فاستحق إشادة وتقدير جميع الحاضرين، وأثرى العمل بالطبع قدير الأداء خالد الصاوى في عمل من أصعب وأحلى ما قدم في تاريخه، ناهيك عن الأداء الرشيق للنجم الشاب "أحمد مالك" الذي يمتلك مخزونا من المشاعر والتعبيرات يفوق عمره بكثير، فضلًا عن الحضور الطاغى لأستاذ الأداء ماجد الكدوانى على الرغم من الدقائق المعدودة التي ظهر فيها.

الفيلم يمثل بكل أمانة وموضوعية خطوة واسعة على الطريق الصحيح نحو عودة قوية ومؤثرة لقوتنا الناعمة التي اشتقنا إليها كثيرًا.

كل الشكر والتقدير والاحترام لكل من ساهم في صنع وخروج هذا العمل المبدع إلى النور، لأنه حقًا وصدقًا.. "ما أجمل هذا الضيف".
الجريدة الرسمية