رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

دار الإفتاء والرسوم المتحركة وتجديد الخطاب الديني


استحداث وحدة للرسوم المتحركة بدار الإفتاء لنشر تعاليم الإسلام السمحة والمساهمة في تجديد الخطاب الديني فكرة رائعة، لكن يجب أن يتم مقاربتها بشكل مختلف فنيًا وموضوعيًا. الموضوع المنشور على "بوابة فيتو" ألقى بالضوء على دور وحدة الرسوم المتحركة وعرض الإنتاج الفني الذي يشرف على تنفيذه المهندس محمد الشربيني، المشرف على وحدة الرسوم المتحركة، وأوضح ودور الوحدة في مواجهة الشبهات والأفكار التي تُثار في أذهان الشباب.


من الناحية الموضوعية قال الشيخ "خالد عمران"، أمين الفتوى بدار الإفتاء إن الموضوعات الخاصة بالرسوم المتحركة هي الموضوعات المثارة أو الموضوعات التي تمس احتياجات الناس، أو الموضوعات التي يحاول المتطرفون استغلالها، مثل الاحتفال بالأعياد.

المنتج النهائي أو الفيديو الذي يتضمن الرسوم المتحركة يتم عرضه على صفحة "فيس بوك" الخاصة بدار الإفتاء المصرية، ولكن يعبيه أن جودته البصرية رديئة، الرسوم المتحركة رائعة لكن الجودة البصرية تحتاج إلى تعديل فالرسوم تبدو غير واضحة. من الناحية الفنية أيضا تعتمد الفيديوهات التي شاهدتها على أسلوب التلقين، وهذا الأسلوب من الأساليب التي تم هجرها منذ فترة طويلة لأنها مملة.

هناك أساليب أخرى، كأسلوب القصة لجاذبيتها، فالمشاهد يحب أن يستمع إلى القصص، أو أسلوب الحوار لأنه أسلوب يدمج المشاهد، ولكنه يتطلب وجود من شخص للتعليق. أسلوب الحوار أكثر متعة بالنسبة للمشاهد لأنه يوجه السؤال للمشاهد ثم يقوم بالإجابة عليه. فبدلًا من المحاضرة عن مدى عدم شرعية "العمل السري في الإسلام"، من الممكن أن يبدأ الفيديو بسؤال من المعلق..

على سبيل المثال كان يمكن أن يكون السؤال: هل فكرت ذات مرة أن تعمل بشكل سري؟ أو هل طلب منك أحدًا أن تعمل بشكل سري وألا تكشف عن طبيعة عملك؟ الإجابة على السؤال تكون مرتبطة برسم متحرك للشخص الذي يمثل المشاهد.

على أن يمثل المعلق الثاني المشاهد ويعلق وكأنه يجيب على السؤال. من ناحية أخرى، استخدام النص من التقنيات التي تكسر جمود التلقين، فبدلًا من أن يكون السؤال مسموع، يكون مطبوعا ويتم استخدامه بشكل متحرك، على طريقة "إيقاف الحركة" أو.Stop motion technique

من ناحية المضمون، هناك مضامين أكثر أهمية من الفيديو الخاص بـ "الإسلام دين حضارة". فمن منا لا يعرف أن الإسلام دين حضارة. وأنا لا أقلل هنا من أهمية الموضوع، لكن المشاهد أو مستخدم صفحة فيس بوك لدار الإفتاء سينجذب بدرجة أكبر نحو الموضوعات الشائكة، مثل "الجهاد"، و"البيع والشراء من غير المسلمين"، و"الغلو في الدين"، ونحو القضايا التي تمس حياتهم اليومية، مثل ارتفاع الأسعار.

هناك عنصر إيجابي وآخر سلبي لكون الرسوم المتحركة منشورة على حساب "فيس بوك" لدار الإفتاء، فمن الناحية الإيجابية، يتمتع المضمون بمصداقية كونه على حساب دار الإفتاء على الفيسوبك، ولكنه قد لا يلقى انتشارا، لذلك لابد أن يقوم القائمين على وسائل التواصل الاجتماعي في دار الإفتاء بالتواصل مع "المؤثرين من الدعاة" Influencers لنشر الفيديوهات.

الفكرة التي قامت بها دار الإفتاء ستساعد على توضيح الأفكار لدى بعض الشباب وإزالة بعض الشوائب والشبهات، ولكنها لن تتمكن من "تجديد الخطاب" بشكل كامل، فتجديد الخطاب الديني يتطلب حملة كاملة ومواجهة لبعض القضايا الخلافية التي يتخذ الإرهابيون منها ستارًا للتسلل إلى عقول بعض الشباب. ولكن تظل فكرة استحداث رسوم متحركة خطوة جيدة يجب أن تلقى الاهتمام والتشجيع والترويج أيضًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية