رئيس التحرير
عصام كامل

شرف الكلمة !


هو إعلامي مصرى من طراز رفيع.. موهوب، ومثقف، ولبق، وفائق التمكن من جميع أدواته حتى النخاع، كلما شاهدته واستمعت إليه أجد عقلى ينحنى تلقائيًا احترامًا وتقديرًا لقدراته، ومهاراته، وخلقه الرفيع.. وهو صورة مشرفة ومثل يحتذى بكل تأكيد لما يجب أن يكون عليه الإعلامي المحترف من ضمير مهنى ومظهر وجوهر.


هذا فضلًا عن العديد من مواقفه الشجاعة التي تدلنا على مدى ما يتمتع به من قيم نبيلة، ومبادئ سامية في زمن تراجعت فيه هذه القيم والمبادئ إلى حدها الأقصى.. ولعل أشهر هذه المواقف التي لا تنسى عندما استقال من قناتى (الجزيرة، والعربية) عندما انتهجا سياسة إعلامية وجدها تتعارض مع ما يؤمن به من قيم مهنية أصيلة استقاها من أساتذته الأجلاء، وعاهد نفسه ألا يحيد عنها مهما كلفه ذلك من أثمان.

وعلى الرغم من كونه صاحب التجربة المصرية الأهم على الإطلاق في الإعلام الدولى والعربى، إلا أننا مع الأسف نفتقد حضوره الطاغى على شاشاتنا منذ أن كان يثرى عقولنا بأدائه الواثق الرصين، واستنارته الجمة في برنامجه الرائع "بتوقيت القاهرة".

أما ونحن نعيش الآن مرحلة مفصلية من المفترض أن تكون شديدة الأهمية داخليًا في عمر الوطن، نؤسس فيها لبناء فكر وعقل الإنسان المصرى طبقًا لمعايير واعية ومستنيرة، ونسعى في نفس الوقت أن يكون لدينا كيان إعلامي خارجى قوى ومؤثر ويتخطى حدود إعلامنا المحلى الغارق في تأثيره المتلاشى معظم الوقت، فليسمح لى السيد رئيس الوزراء أن أقترح عليه بتوجيه جهة الاختصاص في الحكومة لدراسة الاستعانة بالإعلامي الكفء "حافظ الميرازى"، وتكليفه بتكوين وتدريب فريق عمل محترف ومبدع..

يكون نواة حقيقية لهذا الكيان الذي طال انتظارنا له، مع الاستعانة به في خلق جيل جديد متشبع بقيمة وشرف الكلمة وحرية التعبير وثقافة الاختلاف والتي هي ركن أساسى للحفاظ على ديمقراطية المجتمعات، لكى نستطيع في المستقبل القريب بإذن الله أن نمتلك إعلامًا حقيقيًا يليق بجموع المصريين، وقادرا على أن يؤدى أدواره التوعوية، والتنويرية، والتثقيفية، والوطنية على أكمل وجه.
الجريدة الرسمية