رئيس التحرير
عصام كامل

«وعد فأوفى».. السيسي يواصل جهود تعزيز الوحدة الوطنية.. الرئيس يفتتح أكبر مسجد وكنيسة بالشرق الأوسط.. يؤكد أن ثمرة المحبة ستخرج من مصر للعالم.. وشيخ الأزهر: المسلمون مكلفون بحماية الكنائس

فيتو

في أجمل احتفال للمصريين بعيد الميلاد المجيد، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم، أكبر مسجد وكنيسة بالشرق الأوسط، وهما مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" بالعاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بحضور قيادات الدينين الإسلامي والمسيحي بمصر.


ورفع الرئيس الستار عن لوحة افتتاح مسجد الفتاح العليم، وكاتدرائية ميلاد المسيح برفقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبو مازن".
وزينت الألعاب النارية سماء العاصمة الإدارية الجديدة بالتزامن مع الحدث التاريخي الذي تشهده مصر والعالم بافتتاح أكبر مسجد وكاتدرائية في الشرق الأوسط.

حفل فني
وشهد السيسي حفلا فنيا بفندق "الماسة كابيتال" بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور "أبومازن" ولفيف من ضيوف مصر الذين حضروا للمشاركة في الحدث التاريخي.

وبدأ الحفل، بطلب الرئيس السيسي من الحضور الوقوف دقيقة حداد على شهيد الشرطة الذي استشهد في انفجار مدينة نصر، أمس السبت، وأعقب ذلك عرض فيلم تسجيلي عن مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح ومراحل الإنشاء، ثم غناء الفنان هشام عباس "أسماء الله الحسنى" بأداء مبهر.

وشهد الحفل تهنئة قساوسة العالم من إثيوبيا وبعض الدول العربية، الرئيس عبد الفتاح السيسي، بافتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.

تحية بابا الفاتيكان
ووجه بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، التحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لحرصه على إنشاء كاتدرائية ميلاد المسيح لإحلال السلام والبركة على الأرض.

وتابع "فرنسيس" في كلمة مسجلة له تم إذاعتها خلال الحفل: "أوجه التحية إلى البابا تواضروس بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، والكنيسة القبطية أعطت شهادة حقيقية للإيمان والمحبة في أصعب الأوقات".

وشهد الحفل تألق المطرب أسامة الخولي في الأغنية الدينية "مولاي إني ببابك"، وشاركت معه فتاة في تقديم ترانيم، وأبدع المطرب محمد الشرنوبي، في أغنية تؤكد على وحدة النسيج المصري، وأنه لا فرق بين مسلم ومسيحي والتأكيد على أننا مصريين ولا تمييز بيننا.

وأبدع مجموعة من الأطفال في غناء بعض الأغنيات الوطنية الخاصة بترابط الطوائف المصرية، واختتمت الحفل الفنانة "أنغام"، حيث قدمت أغنية "متجمعين".

وأدى الرئيس السيسي صلاة العشاء بمسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، عقب افتتاحه، وأمّ الدكتور أسامة الأزهرى عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، المستشار الديني للرئيس عبد الفتاح السيسي، المصلين.

ترحيب الرئيس بالضيوف
ورحب الرئيس السيسي بنظيره الفلسطيني الذي شارك في افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة.

وقال "السيسي": "أرحب بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأشقائنا العرب من مختلف الحاضرين من الدول العربية، كما أوجه التحية لجميع أرواح شهدائنا المصريين الذين سقطوا من الجيش والشرطة والمدنيين والمسيحيين وشهداء المسجد الذي تم الاعتداء عليه".

وأضاف السيسي: "أن هذه المناسبة لحظة مهمة في تاريخنا فمنذ عام ٢٠١٧ كنا نهنئ إخوتنا المسيحيين في كاتدرائية العباسية وقلت لقداسة البابا خلال العام القادم سنكون كلنا موجودين في أول مراحل إنشاء كاتدرائية ميلاد المسيح واليوم نحتفل بالافتتاح الكامل".

وأكد السيسي أننا لن نسمح لأحد أن يؤثر على وحدة المصريين فنحن نسيج واحد وسنظل نسيج واحد وما نراه اليوم هو ثمار شجرة المحبة التي زرعناها وستخرج إلى العالم أجمع.

وأوضح أن الفتن لن تنته ولكن اليقظة والوعي ستقف أمامها ولا بد أن نحافظ على أوطاننا فنحن بصدد بناء ١٤ مدينة بها العديد من المساجد والكنائس فيها المعنى العظيم الدال على حرصنا ووعينا وفهمنا.

وتابع: "لن أنسى ما قاله قداسة البابا في أحداث عام ٢٠١٣ حينما تم الاعتداء على الكنائس (وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن)، وهو معنى كبير يعكس لنا الحفاظ على أوطاننا والأصل هو المعنى العظيم وخوفنا على بلادنا".

شيخ الأزهر
من جانبه، قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، خلال مشاركته في افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح، إن افتتاح المسجد والكنيسة في وقت واحد يهدف لتجسيد روح الأخوة والمحبة، متقدمًا بالتهنئة للبابا تواضروس الثاني والأخوة المسيحيين بمناسبة افتتاح الكاتدرائية والأعياد الميلاد المجيدة.

وأكد أن الشرع يكلف المسلمين بحماية الكنائس وأن يتقدموا في حمايتها على إخوتهم المسيحيين، مشددًا على أن هذا حكم قائم على آية من القراَن الكريم وليس مجاملة للمسيحيين، مؤكدًا أن الإسلام أمر بالقتال من أجل الدفاع عن دور العبادة لليهود والمسيحيين والمسلمين، مسترشدًا بقول الحق عز وجل: "وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا".

وأوضح أن الإسلام ضامن لكنائس المسيحيين، والمسلمون مكلفون بحماية الكنائس، مشيرًا إلى ما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم لنصارى نجران من معاهدات ضمن فيها كنائسهم وألا يقربها أحدًا وحمايتها، ومن لم يفعل ذلك فهو خائن للدين.

وأشار إلى أنه ليس من العلم أن يتم استدعاء فتاوى تمنع بناء الكنائس، موضحًا أن هذه الفتاوى بنيت في زمن معين سواء في الحروب الصليبية أو محاكم التفتيش في الأندلس ولا يمكن قبول أن تكون هذه الفتاوى عابرة على حدود الزمان، مشيرًا إلى أن التاريخ ينبئنا بأن كل كنائس مصر بنيت في عصر الإسلام.

وتابع: "أن مصر هي النموذج الأمثل والقدوة في التاَخي والتحاب بين الأديان والمسلمين والمسيحيين".

كلمة البابا تواضروس
فيما تقدم البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بخالص التهاني للمسلمين خلال مشاركته في افتتاح مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الإدارية الجديدة، قائلا: "هذا يوم فرح وابتهاج نفرح فيه ونحن نري مصرنا العزيزة تسجل صفحة جديدة في كتاب الحضارة المصرية العريقة، مصر التي علمت العالم فن الأعمدة فكانت المسلة في العصور الفرعونية، وكانت المنارة في العصور المسيحية، وكانت المئذنة في العصور الإسلامية، ونحن في هذا اليوم نشهد مناسبة غير مسبوقة في التاريخ نحتفل فيها لنشاهد ونعاين مآذن مسجد الفتاح العليم تتعانق مع منارات كاتدرائية ميلاد السيد المسيح".

وأشار إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة تفتح اَفاق المستقبل أمام مصر، مضيفًا: "نري في رمزية افتتاح مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح أن مصر تهتم بالقوى الناعمة فيها، ونفرح بهذه الصروح خاصة أنها بنيت بأموال وتبرعات المصريين وكان الرئيس السيسي أول المتبرعين، وبنيت بجهود وابداع المصريين من مهندسين وفنيين وعمال، وبنيت بإخلاص وأمانة".

وتابع: "إنني كمصري أقف في هذا المسجد الكريم وأفرح مع كل إخوتي الأحباء بهذه المناسبة السعيدة التي تسجل في تاريخ مصر، لقد علمنا السيد المسيح أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله.. إننا نرى ونهتم بالخبز كغذاء للأجساد ولكن الأرواح تجد غذاءها في هذه المؤسسات الدينية والروحية".

وتوجه بالحديث للرئيس السيسي، قائلًا: "سيادة الرئيس لقد وعدت في يناير 2017 بهذا الوعد الكريم وبناء المسجد والكنيسة وكان هذا يعتبر دربا من المستحيل، لأنها صروح ضخمة وكيف تبني في هذا الوقت الوجيز، ولكننا نرى في هذا الوقت وقد وفيتم سعادتكم وقد وفيتم بالوعد وها نحن نشهد هذا الافتتاح العظيم في هذه المناسبة الجليلة، نقدم كل الشكر لكم ولكل الشركات التي عملت في هذه الأبنية، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، نشكركم جميعا ونصلي جميعا أن يملؤنا الله ويديم محبتنا ووحدتنا معا جميعا وليشهد العالم في هذه الليلة المباركة هذه الصورة كيف أن مصر تعيش في هذه الوحدة والمحبة".

العاصمة الإدارية
وتهدف العاصمة الإدارية الجديدة لتطوير القاهرة وتحويلها إلى مركز سياسي وثقافي واقتصادي رائد لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال بيئة اقتصادية مزدهرة تدعمها الأنشطة الاقتصادية المتنوعة وتحقيق التنمية المستدامة لضمان الحفاظ على الأصول التاريخية والطبيعية المميزة التي تمتلكها القاهرة وتسهيل المعيشة فيها من خلال بنية تحتية تتميز بالكفاءة.

أبرز معلومات عن المسجد
1- من أكبر المساجد حول العالم حيث يقام على مساحة 59 فدانا ويقع على الطريق الدائري الأوسط الجديد وسيكون المسجد الرئيسي للدولة حيث تقوم بتنفيذه شركة "المقاولون العرب" لصالح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، فضلا عن مكتب الاستشاري بيرفكت للاستشارات الهندسية ويقام المسجد فقط على مساحة 122 ألفا و400 متر مربع.

2- يتكون من بدروم أرضي على مساحة 6335 مترا مربعا ويضم مصلى للرجال سعة 14000 إلى 16000 مصلى، ويضم مصلى للسيدات مساحة 3000 مصلية، فضلا عن متحف رسالات سماوية ودارا لتحفيظ القرآن كما يضم مستشفى خيريا سعة 300 سرير.

3- الدور الأرضي يضم صحن المسجد بمساحة 6335 سعة 6300 مصل، وله 6 مداخل ومدخل جانبي لمصلى السيدات ويضم ساحة خارجية بمساحة 3400 متر، وتم تخصيص الدور الأول مصلى للسيدات مساحة 1080 مترا.

4- يحتوى المسجد على أربع مآذن بارتفاع 90 مترا، علاوة على القبة الرئيسية للمسجد بمساحة فدان، و4 قباب ثانوية ويحاط بالمسجد سور بطول 2000 متر مربع كما يضم قاعتين مناسبات ضخمتين ومسارا كبيرا لإقامة الجنائز.

5 - تم الانتهاء من تنفيذ المسجد ومن 4 مآذن.

الكاتدرائية
1- تم تشييدها بقرار جمهوري بالعاصمة الإدارية الجديدة وأقيم بها قداس عيد الميلاد في يناير الماضي.

2- تعد الكاتدرائية الأكبر في الشرق الأوسط والعالم العربي بالعاصمة الإدارية الجديدة كما تعتبر كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة هي أضخم مشروع يتم إنشاؤه على أرض العاصمة الإدارية الجديدة، بجوار أضخم مسجد في مصر ويتم بناؤها بمساهمة المصريين "مسلمين ومسيحيين".

3 - يجرى العمل على قدم وساق للانتهاء من الأعمال الإنشائية ورسومات الأيقونات ليكون المبنى الجديد مستعدا لاستقبال المصلين خلال افتتاحها بشكل كامل رسميا في أعياد الميلاد المقبلة.

4 - يسابق أكثر من 40 رساما الزمن من أجل الانتهاء من رسومات الجدران والقبة الأكبر في الشرق الأوسط بأيقونات السيد المسيح والعائلة المقدسة.

5 - أول المساهمين في المسجد والكاتدرائية هو الرئيس السيسي الذي أعلن ذلك خلال حضوره الاحتفال بأعياد الميلاد عام 2017، حيث وصف المشروع بأنه رسالة محبة وسلام للعالم كله.

6 - سيتم إقامة متحف في منطقة الممر الحضاري بين مسجد الفتاح العليم وكنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح وسوف يتم اختيار قطع أثرية من المتاحف الثلاثة المصري والإسلامي والقبطي، وذلك بما يتوافق مع الفكرة الرئيسية للمتحف حول التسامح الديني وعدم التفرقة بين المواطنين على أساس الدين.

7- وأهدى قداسة البابا تواضروس الجائزة التي حصل عليها لتعزيز الوحدة بين الأرثوذكس في منتصف عام 2017 للمركز الحضاري بالعاصمة الجديدة.

8 - تنفذ على مساحة 15 فدانا أي ما يعادل 63 ألف متر مربع وتتضمن مبنى الكاتدرائية على مساحة 7500 متر مربع وتسع لنحو 1000 مواطن.

9 - تحتوي الكنيسة على ساحة رئيسة إضافة إلى مبنى المقر البابوى وصالة استقبال وقاعة اجتماعات ومكاتب إداري، كما يسع مبنى الكاتدرائية لـ 8200 فرد وهو عبارة عن "بدروم" وصحن ومنارة بارتفاع 60 مترا.

10 - تتضمن جراجا أسفل الأرض مكونا من طابقين ومبنى خدمات والتشكيل الرئيسى للكنيسة عبارة عن صحن رئيسي مغطى بقبوين متعامدين قطر كل منهما 40 مترا يشكلان صليبا وفى تقابلهما في وسط الصحن قبة الكاتدرائية بقطر 40 مترا ترتفع 39 مترا عن سطح الأرض محملة على أربعة عقود رئيسية.

كما تتضمن أيضا أنصاف قباب في الجهات الشمالية والقبلية والغربية وعلى الجانبين يوجد ممرين جانبيين يتغطى كل منهما بقبوات متقاطعة قطر كل منها 6 أمتار.

وتم مراعاة أن يكون أعلى الهيكل الرئيسى قبة بقطر 15 مترا وقباب الهياكل الجانبية بقطر 10 أمتار، كما تم تصميم 2 منارة ملحقة بمبنى الكاتدرائية، حيث تم تصميم المنارة بتشكيل من عناصر من العمارة القبطية وروعى أن تحتوى على عدد من الأجراس أعلى المنارة، كما تم مراعاة أن تكون مسارات التكييف بدور البدروم بالكاتدرائية حتى لا تؤثر على الشكل المعماري للكاتدرائية.
الجريدة الرسمية