رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

انهيار سهم «أبل» بداية لانهيار الاقتصاد العالمي


من إحداثيات الثورة الصناعية ففي ٢٠١٦ تربعت شركات التكنولوجيا على عرش أكبر عشر شركات في العالم، لتحتل سبعة مراكز من عشرة، رغم أنها قبل عشر سنوات لم يكن هناك إلا شركة وحيدة في العشر شركات الأكبر. ولعل تركز القيمة السوقية الأكبر في قطاع واحد هو قطاع التكنولوجيا يمثل نوعا من المخاطرة على الاقتصاد العالمي، حتى لو كان هذا القطاع يمثل أهم إحداثيات الثورة الصناعية الرابعة..


المتغير الأهم هو تحول القيمة السوقية إلى قيم غير ملموسة (بدون أصول ثابتة)، وقد شهدت السنوات الماضية انخفاض قيمة المواد الخام وأولها الذهب لصالح ارتفاع قيمة صناعات التكنولوجيا، بما قد يجعل الانهيار بلا توقف إن حدث.

شهد الأسبوع الماضي انهيار قيمة سهم أبل 9% في بورصة نيويورك إلى ١٤٢ دولارا، وانهارت القيمة السوقية لأسهم أبل إلى 680 مليار دولار، ما يجعلها أقل بـ 50 مليار دولار، ورغم تراجع ترتيبها العام الماضي خلف أمازون ومايكروسوفت، ولكنها فقدت اليوم مركزا آخر خلف الفابيت المالكة لجوجل فأصبحت تحتل المركز الرابع بعد أن كانت الأول.

وعن السبب المباشر فهو يرجع لتباطؤ الاقتصاد العالمي، وتحديدا الصيني، الذي يعتبر هو مصنع العالم، أيضا من آثار الحرب الاقتصادية التي شنتها الولايات المتحدة فقد صرح بنك "يو بي إس" إن إفصاح أبل “يشير انخفاض إيرادات المبيعات في الصين 25 إلى 30% على أساس سنوي”.

إن أحد أهم تأثيرات انهيار سهم أبل هو انخفاض الأسهم الأوروبية خاصة قطاع التكنولوجيا، فهبطت أسهم صناع الرقائق الموردين لشركة أبل وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي ٩٪؜. وانخفض مؤشر قطاع التكنولوجيا الأوروبي ٤.٢٪؜ وهو هبوط تاريخي منذ سنوات.

أن الإجراءات الأمريكية ضد الصين والتي أطلق عليها الحرب الاقتصادية ثم الحرب في نطاق الذكاء الصناعي الذي تحدثنا عنها في مقال سابق أغفلت ما حذر منه خبراء الاقتصاد منذ عقد ماضي، وهو ترابط اقتصاد الصين وأمريكا بصورة معقدة فأطلقوا مصطلح chinamerica بما يعني أن انهيار أحد الطرفين سيؤدي لانهيار اقتصادي حتمي للطرف الآخر..

إن هذا الترابط الاقتصادي المعقد لا يخفي أن الصين هي العدو الإستراتيجي الأخطر ضد الولايات المتحدة.. من الواضح أن هناك صراعا خفيا نحو تغيير أقطاب القوى في النظام العالمي الجديد مع صعود الصين وتراجع أوروبا فهل سيستمر الانهيار الاقتصادي ليطال البورصات العالمية في ظل مناخ متوتر سياسيا وصراع القوى إلى جانب تباطؤ اقتصادي عالمي!
Advertisements
الجريدة الرسمية