رئيس التحرير
عصام كامل

الإنجيلية تتغنى بميلاد المسيح.. أندريه زكي يترأس الاحتفالات بكنيسة قصر الدوبارة.. السيسي يوفد مندوبا للتهنئة.. وزراء ونواب وسياسيون يشاركون.. ومستشارو ترامب الروحيون يصلون من أجل مصر

فيتو

احتفلت الطوائف الإنجيلية، اليوم الجمعة، بعيد الميلاد المجيد، وترأس القس أندريه زكي، رئيس الطائفة، الاحتفالات التي شهدتها كنيسة قصر الدوبارة، بحضور كريم الديواني، نائبا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدد من الوزراء، ونواب البرلمان.


وشارك في الاحتفالات الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، والدكتور هشام عرفات وزير النقل، وياسمين عبد العزيز وزيرة البيئة، وغادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، وأشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، والأنبا مرقس مطران شبرا الخيمة، نائبا عن البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، ووكيلي مجلس النواب، بالإضافة إلى عدد من أعضاء مجلس النواب.

الاحتفال
وبدأت الاحتفالات بدخول القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، يتقدم وفد من قساوسة الطائفة وعدد من الضيوف العرب والأجانب.

وافتتح الاحتفال الدكتور القس جورج شاكر، نائب رئيس الطائفة الإنجيلية، بالصلاة تبعها فقرة ترانيم، قدمها فريق الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة، يتبعها كلمة للقس سامح موريس راعي الكنيسة.

ومن جانبه رحب الدكتور القس سامح موريس راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة بجميع المشاركين في احتفالات عيد الميلاد المجيد.

وأضاف القس سامح موريس - في كلمته خلال احتفالات الطائفة بعيد الميلاد المجيد، بالكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة- أن ميلاد المسيح في "مزود للبقر" دليل على تواضعه الشديد من أجل أن يتعلم الإنسان قيمة التواضع والإنسانية.

وقال راعي الكنيسة الإنجيلية: إن السيد المسيح تواضع ليسحق كبرياء البشر، ولكى يعطى قيمة للمرفوضين ولكى تكون قيمة الإنسان لا بمنصبه أو أمواله ولكن بنقاء قلبه.

مندوب عن السيسي
ووجه القس أندريه زكي، تحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، لإرساله مندوبًا لحضور احتفالات عيد الميلاد المجيد، بالإضافة إلى تحية مماثلة لكل من البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وفضيلة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومحافظ القاهرة، لإرسالهم مندوبين، والوزراء والنواب الحاضرين.

وقال القس أندريه زكي خلال الاحتفالات كلمة بعنوان «الميلادُ ومجتمعُ المتانةِ والمرونة»، إن عاما جديدا يخطو إلينا بذِكرى ميلادِ السيدِ المسيح، فهيَ مناسبةٌ مُلهِمة، دائمًا ما نجدُ فيها جانبًا مضيئًا يفتحُ عقولَنا على آفاقٍ جديدةٍ. ففي هذهِ الأيَّامِ المجيدةِ نجدُ فرصةً جليلةً للتقاربِ وتبادلِ التهاني التي تعبِّرُ عن مشاعرَ صادقةٍ، لذا يُسعِدُني أنْ أهنِّئَكُم جميعًا بعيدِ الميلادِ المجيدْ.

وأضاف:«نرَى في أحداثِ الميلادِ نماذجَ مضيئةً لأشخاصٍ انعكستْ في سلوكِهم سماتُ مجتمعِ المتانةِ، وتُلهمُنا ردودُ أفعالِ كلٍّ منهم تجاهَ طفلِ المذود؛ فمِنْهُم منِ استطاعَ صناعةَ القرارِ في وقتٍ مناسبٍ رغمَ التحدِّياتِ التي واجهَهَا، مِنْ خلالِ امتلاكِه لأدواتِ المعرفة، ومنهُم منِ استوعبَ الجميع، ومنهُم منْ آمَنَ بالتكامُلِ. وكلُّ هذهِ سماتٌ رئيسيَّةٌ لمجتمعِ المتانةِ والمرونةِ».

وتابع: «فتاةٌ في إحدى قرى فِلَسْطينْ تأتيها بشارةٌ منَ السماءِ بأنها ستحبَلُ وتَلِدُ دُونَ زواجْ؛ كارثةٌ بمقاييسِ مجتمعاتِنا الشرقيَّةِ، وتحدٍّ خطيرْ قدْ يكلِّفُها حياتَها، وَضَعَها هذَا أمام لحظةٍ حاسمة، قرارٍ صعب، لكنَّها اتخذتْ قرارَها بقبولِ بشارةِ الملاكِ، وقالتْ بثقةْ: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ". امتلكتْ القِدِّيسةُ مريمُ العذراءُ أدواتِ اتخاذِ قرارِها المبنيْ على الثِّقةِ في اللهِ والتواضُع أمَامَ أمرِه. هذَا الموقفُ الذي تحلَّتْ فيهِ السيدةُ العذراءُ بالمتانةِ في وجهِ العاداتِ والتقاليدِ والشكلِ الاجتماعي جعلَ القِدِّيسةَ مريمَ العذراءَ مُطوَّبةً في الكتابِ المقدسِ وفي الكتبِ السماويَّةِ».

وقال: «رجلٌ يهوديٌّ تقيٌّ وجدَ الفتاةَ التي سيتزوَّجُها حاملًا! موقفٌ في غايةِ الحساسيَّةِ والتَّعقيدِ؛ مشكلة بكلِّ ما تحمِلُه الكلمةُ من معنى خصوصًا في مجتمعِ الشرقِ الأوسط، ولكونِ يوسفَ رجلًا بارًّا أرادَ تخليتَهَا سرًّا بدلًا من فَضحِها، لكنَّ الأوضاعَ انقلبت؛ إذْ ظهرَ لهُ ملاكٌ قائلًا: "لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.. فَسَتَلِدُ ابْنًا وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ".. وهُنَا وُضِعَ يوسفُ أمامَ اختيارَين كِلَاهُما صعبٌ، لكنه أظهرَ هذهِ المتانةَ والمرونةَ بأنْ قَبِلَ أنْ يكونَ تحتَ مساءلةٍ مِنَ النَّاس».

واتَّخذَ يوسُفُ النجارُ قرارًا مبنيًّا على المعرفةِ وعلى الثَّقةِ في رسالةِ الله رغمَ أنَّ السماءَ لم تتواصلْ مع الأرض قبلَ ذلكَ الوقتِ بنحو أربعمائةِ سنة، وهذا رُبَّما كانَ يُعَدُّ سببًا قويًّا يجعلُ يوسُفَ يرفضُ الرسالةَ، لكنَّهُ قَبِلَ بالإيمانِ وبحساسيةٍ روحيَّةٍ رسالةَ السماءِ الواضحةَ التي نقلَهَا لهُ الملاكُ بأنَّ يسوعَ المسيحَ هو المولودُ منَ الروحِ القُدُس. فالمَتَانَةُ والصَّلَابةُ تَتَطَلَّبُ حَسَاسِيَّةً رُوحِيَّةً.

وأيضًا نَرَى رعاةً يسهرونَ طوالَ الليلِ لحراسةِ أغنامِهم، مَصدَرِ رِزقِهِم، هؤلاءِ أيضًا تتجسَّدُ في قصَّتِهِم لمحةٌ من لمحاتِ المتانةِ. يَظهَرُ لهُمْ ملاكُ الربِّ مبشِّرًا إيَّاهُم بميلادِ الطفلِ يسوع. ويُخبِرُنا الكتابُ المقدَّسُ أنَّهُم خافوا خوفًا عظيمًا. كانَ يُمكِنُ أنْ تَنتهيَ قصةُ هؤلاءِ الرعاةِ عندَ هذهِ النُّقطةِ لو كانوا تَجاهَلُوا هذهِ الرسالةَ. لكنْ بعدَ مُضِيّ الملائكةِ قالوا لبعضِهم: "لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ". هذَا القرارُ كانَ بمثابةِ ممارسةٍ لمبدأِ المتانةِ والمرونةِ؛ إذِ اتَّجَهوا نحوَ الاستيعابِ بقبولِ رسالةِ السَّماءِ لهُم وليسَ الاستبعادَ الذي كانَ سيُوقِفُهُم عندَ نفسِ النقطة.

واختتم: «تُخبِرُنا روايةُ ميلادِ يسوع في إنجيلِ متَّى عنْ زيارةِ المجوسِ الثلاثة، وهيَ منْ أشدِّ الأحداثِ اللاحقةِ للميلادِ ارتباطًا بهِ، ولا يُعرَفُ منَ الإنجيلِ كم عَددُهُم، لكنَّ التقليدَ اعتَبَرَهُم ثلاثةً؛ نظرًا للهدايا الثلاثِ التي قدَّمُوها (الذَّهَبُ والبَخورُ والمرُّ)، بعدَ أنْ سَجَدُوا لهُ. تُشيرُ التقاليدُ القديمةُ إلى أنهم جاءوا منَ العراقِ أو إيران حاليًا، وأنُّهُم كانُوا يَدينونَ بالديانةِ الزَّرَادِشْتِيَّة، وقد قادَهُم نجمٌ لامعٌ منْ بلادِهِم إلى موقعِ الميلاد».

وفد أمريكى

وقال جون لوكومبورج رئيس الوفد الأمريكى المشارك في احتفال الطائفة الإنجيلية بعيد الميلاد المجيد: "المسيح قال أتيت لبناء الكنيسة وأبواب الجحيم لا تقوى عليها وهذا رجاء عيد الميلاد الحقيقى وبالنيابة عن أعضاء الكنيسة الإنجيلية الأمريكية أشكركم على الدعوة للمشاركة في احتفالات عيد الميلاد المجيد".

وأضاف بكلمته خلال احتفال الطائفة الإنجيلية بعيد الميلاد المجيد اليوم الجمعة، بكنيسة قصر الدوبارة: إنه بعد الميلاد بفترة صغيرة أتى السيد المسيح لمصر، وهذا مكان جميل لأن يأتى إليه أي أحد، قائلا: "كنتوا أمناء جدا للإنجيل ولم تكن الحياة وردية وسهلة، ولكن تابعين أمناء للمسيح أظهرتم محبة المسيح وتعلموا كلمة الله وتحبوا كل الناس حتى غير المؤمنين كجيران لكم، ونحن نرى ذلك وأتينا لنقول شكرا لأنكم أمناء لرسالة المسيح بينكم".

الرعاة الروحيون
وتابع: "نشكر الرعاة الروحيين لأنهم يغذون الرعاة التابعين لهم ونشكر القادة السياسيين ورجال الدين الإسلامى الأصدقاء والمدعمين لأخوتهم المسيحيين وأقول إن هذا لا يحدث في كل تاريخ البشرية وأشكركم من كل قلبى لأنكم حافظتم على الوحدة ومتحدين فيما بينكم وفعلتم هذا بكل قلبكم وأقول لكم أنا وعائلتى نعيش في القدس قريب من بيت لحم وشرف لنا أن نأتى من هذا المكان المقدس للاحتفال بالعيد معكم ومسيحيو أمريكا يصلون من أجل مصر كلها والرب يبارككم".

وأشار القس أندريه زكي، إلى أن الوفد الأمريكي، الذي يعتبر المستشار الروحي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حضر مصر لحضور قداس عيد الميلاد المجيد، بكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، والتي تشهد الافتتاح الرسمي لها.
الجريدة الرسمية