رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل بالبريد المستعجل


بمناسبة العام الميلادي الجديد أحب أن أرسل بعض الرسائل، الأولى إلى البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أهنئه فيها بالعام الجديد، أهنئه بميلاد السيد المسيح وأقول له بكل فخر واعتزاز ومن منطلق وطني وديني: "كل عام وحضرتك وكل أشقائنا المسيحيين بكل خير وسعادة وسرور"، وهذه تهنئة لإخواني في الإنسانية والوطن بعيدا عن أفكار الدواعش المتشددين التي لا علاقة لها بالإسلام السمح الصحيح.


والرسالة الثانية إلى طبيب لا أعرفه في مسجد شهير بالقاهرة يقوم بعمل تحاليل وأشعة خاصة بأمراض السرطان، ويقوم ذلك المسجد بعملها برسوم بسيطة جدا، وهي تتكلف آلاف الجنيهات في المستشفيات الخاصة بل والحكومية أحيانا، وعندما ذهب إليه في المسجد صديق لي مسيحي لإجراء أشعة على زوجته المصابة بالسرطان، وكان صديقي هذا يخشى من ألا يقبل الطبيب والمسجد إجراء الأشعة، فذكر لذلك للطبيب المسئول..

فأجاب ذلك الطبيب سائلا له: هل حضرتك وزوجتك مصريان؟ فأجاب صديقي بنعم، فقال له الطبيب إذا سنقوم باللازم، فنحن نقوم بذلك للمصريين دون النظر إلى خانة الديانة؛ لذا وجب أن أحيي ذلك الطبيب المصري الذي يطبق الوحدة الوطنية عمليا وليس بالشعارات الجوفاء، كما أحيي كذلك عالمنا الطبيب مجدي يعقوب الذي يطبق عمليا حب الوطن والمواطنين دون تفرقة على أساس ديني.

والرسالة الثالثة إلى وزير التربية والتعليم، أرجو أن ينجح مشروعك لتطوير التعليم المصري، وألا يكون هذا المشروع السبب في زيادة عدد الأميين نتيجة لعدم وجود اختبارات في مهارات القراءة والكتابة في الصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية كما فهمت، وإنما ينجح التلميذ تلقائي دون أدنى اختبار، فإذا كنا نعاني حاليا من الأمية في التعليم حتى الثانوية والتلميذ يمتحن من كي جي ون وإلى الصف السادس الابتدائي في مهارات القراءة والكتابة، فما بالك إذا صار التلميذ لن يمتحن مطلقا في مهارات القراءة والكتابة إلى أن يصل إلى الصف الرابع الابتدائي؟!

الرسالة الرابعة إلى وزيرة الصحة بخصوص مبادرة السيد رئيس الجمهورية للقضاء على فيروس "سي" والكشف عن الأمراض غير السارية، والتي تعرف بـ 100 مليون صحة، هي من أعظم المشاريع الصحية على مستوى العالم، ونموذج يحتذى به يجعلنا نفخر بمصرنا وبرئيسنا، وحتى تكتمل الصورة أرجو من حضرتك أن تتابعي توافر الكروت مع اللجان، لأنه في بعض الأحيان لا تتوافر هذه الكروت مما يكون عقبة في حصول المواطن عليها، ولا يستطيع أن يحصل على كارت من لجنة لم يكشف فيها.

الرسالة الخامسة إلى وزير المالية قلتم: "إن الدولة نجحت في تخطى الكثير من الصعاب والتحديات بدعم من الشعب والمواطن المصري لأنه متحمل الآثار الصعبة لهذا الإصلاح الاقتصادي من أجل بلده ومن أجل تطويرها واستقرارها، حيث بدأنا في الانتقال من المرحلة العصيبة إلى مرحلة التعامل مع المشكلات الاقتصادية التي تواجهنا وهى الصرف على الصحة والتعليم والمرتبات والمعاشات وتكافل وكرامة على النحو الصحيح" فهل بعد هذا الكلام الطيب من الممكن أن ترحموا ذلك المواطن "الغلبان" وتؤجلوا تنفيذ رفع أسعار الطاقة والكهرباء والمياه الخ إلى وقت يلتقط فقط فيه هذا المواطن نفسه وتكون لديه القدرة على التحمل من جديد؟!

الرسالة السادسة إلى وزير الزراعة، هل ستتكرر في العام الجديد مأساة القطن طويل التيلة، حيث تنصحون الفلاح بزراعته وتعدونه بأنكم ستشترون منه المحصول بأعلى الأسعار، وبعد ذلك ترفضون شراء المحصول بحجة أن المصانع في مصر تعمل بالقطن قصير التيلة؟!!

كما أطلب منكم أن توضحوا لنا أماكن بيع الأسماك التي تخرج من المزارع السمكية حتى نشتري منها؛ لأنه حتى الآن لم تتأثر أسعار الأسماك في مصر بكثرة هذه المزارع، فإما أنكم تصدرون هذه الأسماك وإما أنكم تبيعونها بأسعار غالية لا تختلف عن أسعار القطاع الخاص في شيء، فما فائدتها إذا؟!

الرسالة الأخيرة إلى محافظ البنك المركزي تتباهى بأن حجم أرصدة الاحتياطى من النقد الأجنبي ارتفعت إلى 44.501 مليار دولار في نهاية شهر أكتوبر 2018 لكنك لم توضح أن ارتفاع الاحتياطي جاء نتيجة السندات الخارجية والقروض وبعض المساعدات الدولية إلخ؛ فالارتفاع لا يعبر عن أن الاقتصاد قد تعافى وأنه حصيلة التصدير والإيرادات من المشروعات المختلفة، فقلل من التباهي من فضلك..

كما ينبغي أن تعلم أن عدم الاستقرار في الاقتصاد النابع من رفع أسعار الطاقة كل عام مرة أو مرتين بما يرفع كل الأسعار، يجعل المستثمر يعرض عن الاستثمار في مصر لأنه لا يستطيع أن يضع حساب لتكلفة منتجه ثابت لمدة خمس سنوات مثلا، حيث إن كل شيء في مصر قابل فجأة للزيادة مما يعرضه للخسائر فيفضل الأسواق الثابتة اقتصاديا، وهذا طبعا عكس ما تروجون له من أن المناخ في مصر جاذب للاستثمار فأين هم المستثمرون إذا؟!!
الجريدة الرسمية