رئيس التحرير
عصام كامل

المشاهد الصعبة!


تشرفت في مطلع هذا الأسبوع بتلبية دعوة كريمة من الكاتب الصحفى المحترم "محمود بكرى"، للمشاركة في إحدى قوافل الخير التي ينظمها بصفة دورية، بالتعاون مع العديد من الشخصيات الفاضلة المحبة لقضاء حوائج الناس في المناطق الأكثر احتياجًا، وهى المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذا النوع من النشاط الخيرى، الواجب علينا جميعًا لما له من مردود شديد الإيجابية لدى أهالينا البسطاء في هذه المناطق، التي يوجد تقصير شديد على مدى عقود طويلة من الدولة تجاهها.


ولقد فوجئت في القريتين اللتين زرناهما الواقعتين في نطاق مركز العياط التابع لمحافظة الجيزة بمدى المعاناة الشديدة التي يعانى منها أهالي القريتين، وهو ما يجعل من الحياة في مثل هذه المناطق قطعة من العذاب، بكل ما تحمله هذه الكلمات من معان، وهى أصعب بالفعل من أن تصفها أي كلمات، هذا فضلًا عن الحالة المادية جد الصعبة لمعظم الناس، وهو ما لا يمكن معه بأى حال من الأحوال أن تفى الأعمال الخيرية منفردة، مهما بلغ حجمها بالحد الأدنى من احتياجات الناس الحقيقية.

وأنا أعلم بالطبع أن الحكومة الحالية ليست مسئولة عن هذا الوضع شديد السوء، الذي نتج عن تراكم سنوات طوال من الإهمال والفساد الذي نعلمه جميعًا، ولكنها بكل تأكيد مطالبة بإيجاد الحلول الحقيقية السريعة وغير النمطية التي نستطيع بها إنقاذ الملايين من الناس، الذين نكبوا بالعيش في مثل هذه المناطق في جميع المحافظات.

لو شاهد أي مسئول يتمتع بالحد الأدنى من الرحمة والإنسانية "المشاهد الصعبة" التي شاهدناها، لن يغمض له جفن خوفًا وحياءً من الله جل وعلا.

أرجو أن تسند الحكومة هذا الملف فائق الأهمية إلى مبدعين، لأننى على قناعة تامة أن الأفكار دائمًا أهم بكثير من الأموال في معالجة الملفات الصعبة، واعلموا أن الله سيحاسبنا جميعًا إن قصرنا تجاه أهالينا الذين يفتقدون في هذه المناطق إلى جميع الاحتياجات المادية، والإدارية، والصحية، والتعليمية، والثقافية الحقيقية.

الجريدة الرسمية