رئيس التحرير
عصام كامل

استخفاف!


أسوأ شيء يحدث بعد حدوث عملية إرهابية جديدة، هي حالة الاستخفاف التي تنتاب البعض منا، وهو يتناول هذا الحادث بالحديث والتعليق، رغم وقوع ضحايا!، ورغم أيضا أن من يتربصون بِنَا يستثمرون هذا الاستخفاف سياسيا وإعلاميا، لإلحاق المزيد من الأذى والضرر بِنَا!


إننا نشاهد أعمالا إرهابية عديدة تقع في بعض البلاد سواء العربية أو الأوروبية، ولا نصادف هذا الاستخفاف المقيت في تناول هذه الأعمال الإرهابية من قبل بعض مواطني هذه البلاد، حتى الذين هم من أشد الخصوم السياسيين للأنظمة الحاكمة فيها، لا أحد يفتش في ثنايا الحادث الإرهابي، أو في تصريحات المسئولين، أو فيما تقوم به أجهزة الأمن من جهود لملاحقة الإرهابيين، لكي يسخر منها أو يتهكم على أصحابها، دون مراعاة لمشاعر أهالي الضحايا، ودون مراعاة للمصلحة الوطنية.

بل على العكس إننا نرى تلاحما وتماسكا وتوحدا وطنيا في مواجهة الاٍرهاب والإرهابيين، ودعما لجهود السلطات، خاصة الأمنية في ملاحقة التنظيمات والخلايا الإرهابية.

لحظة وقوع أي عمل إرهابى خسيس في أي بلد غيرنا، هي لحظة للتماسك الوطني الكبير، ولعلنا نتذكر كيف انضم كل سياسي فرنسى وأوروبي مع الرئيس الفرنسي السابق هولاند في مسيرة، تنديدا بالأعمال الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس.

وهذا ما يتعين أن يحدث في بلادنا التي تخوض حربا ضارية ضد الاٍرهاب منذ سنوات، وهو الأكثر وحشية من أي إرهاب سبق أن تصدينا له.. فكلنا مستهدفون من الإرهابيين، جيش وشرطة ومدنيون، لأنهم يكفروننا جميعا ويرون أننا نستحق العقاب ووجب الانتقام منا، لأننا لم نقبل بحكم الإخوان الفاشي المستبد.

ولذلك كلنا يجب أن نواجه الاٍرهاب متماسكين متحدين، حتى ولو كان للبعض منا ملاحظات أو انتقادات أو اعتراضات على الحكم الحالي، أما الاستخفاف الذي يمارسه البعض منا عقب وقوع كل عمل إرهابي فهو أمر مرذول، والأخطر أنه يفيد الاٍرهاب الذي نحاربه، ويلحق بِنَا مزيدا من الأذى والضرر والخسائر، إن من يمارسون هذا الاستخفاف ينضمون دون أن يدروا لمن يدعمون الاٍرهاب، ومن يساندون الإرهابيين.. فتبا لهم.
الجريدة الرسمية