رئيس التحرير
عصام كامل

القبطان رامي عبدالعزيز.. أقوى ضفدع بشري في التاريخ

القبطان رامي عبد
القبطان رامي عبد العزيز

المصريون يحطمون المستحيل عندما يقترب أحد من أرض مصر وكرامتها، والقبطان البطل رامي عبد العزيز الملقب بالطوربيد البشري تردد اسمه كثيرا في الموسوعات العسكرية العالمية، كأول وآخر ضفدع بشري يقوم بمفرده ودون وجود زميل مجموعته بالغطس وتلغيم وتدمير الهدف داخل عمق العدو، وهو ما يعد من البطولات النادرة في تاريخ الضفادع البشرية في العالم.

فهو منفذ عملية تدمير سفينة "بات يام" في ميناء إيلات الحربي "الإسرائيلي".

التحاقه بالوحدات الخاصة:

تخرج في الكلية البحرية عام 1966، والتحق بلواء الوحدات الخاصة، وانضم بعدها عام 1967 إلى رجال الضفادع الذين تم اختيارهم بعناية للاستعداد للمهمة، وكانوا نحو 15 فردا فقط بين ضابط وصف ضابط ومجند.

بعد 67:

وبعد معركة 67 كانت الحالة المعنوية للكل متردية جدا، وكان المطلوب القيام بعمليات انتقامية ضد العدو الإسرائيلي داخل أرضه لتنفيذه عدة هجمات متفرقة في منطقة البحر الأحمر وقناة إسنا وعدد من الغارات على مواقع مختلفة، من خلال عمليات إنزال بحري لمعدات ورجال الصاعقة، بسفينتين حربيتين رصدتها المخابرات المصرية، الأولى اسمها "بيت شيفع"، وهي ناقلة مدرعات برمائية، والثانية اسمها "بات يام"، وهي ناقلة جنود، والسفينتان تحركتا لتنفيذ عمليات تحت غطاء الطيران الإسرائيلي، ومن هنا صدرت التعليمات بالعمل على تجهيز فريق من رجال الضفادع البشرية على أعلى مستوى لتدمير هذين الهدفين، بالإضافة إلى رؤية اللواء محمود فهمي عبد الرحمن، قائد القوات البحرية وقتها، وهو قائد شجاع جدا، وكان لديه ثقة كبيرة في رجال القوات الخاصة حول أهمية مهاجمة "إسرائيل" داخل عمقها الإستراتيجي.

القيام وحده بالتدمير:

بعد اضطرار السفينتين "بيت شيفع" و"بات يام" بعدم الإبحار ليلا لحين الانتهاء من عملية التصليح، رصدتا من قبل المخابرات المصرية التي تأكدت إجراء عملية التصليح للناقلتين سوف تستغرق عدة أيام وأبلغت القوات البحرية، وصدرت الأوامر بالاستعداد والتحرك لتنفيذ مهمة تدمير السفينتين وتوجه الرجال إلى العراق بالطائرة، ومنها للحدود الأردنية، ثم إلى عمان ومكثوا فيها يوما، وفي اليوم الثاني توجهوا إلى العقبة، وذلك بمساعدة منظمة التحرير الفلسطينية -التي كانت وقتها لها نشاط كبير في الأردن- حيث يوجد اتفاق بين الأردن و"إسرائيل" على عدم وجود أي جندي في هذه المنطقة ولا أي نشاط عسكري، ووصلوا إلى ميناء العقبة بمساعدة ضابط أردني وطني بسيارته العسكرية حتى وصلوا إلى الشاطئ، بمعداتهم، وجهزوا أنفسهم ومعداتهم، ومع الساعة الثامنة والنصف كانوا في مياه العقبة، وكان ذلك يوم 5 فبراير عام 1970.

وقرر رجال الضفادع وكانوا أربعة أبطال مقسمين على مجموعتين لكل سفينة مجموعة، الأولى لمهاجمة "بات يام" وكانت بقيادة الطوربيد البشري -الملازم أول رامي عبد العزيز- ومعه الرقيب فتحي محمد، والثانية لمهاجمة "بيت شيفع" بقيادة الملازم أول عمرو البتاتوني والرقيب علي أبو ريشة، ثم بدأوا الغوص في المياه والاتجاه نحو الهدف -ميناء إيلات الحربي- بعد دراسة جيدة لمكان الميناء لتفادي الأخطاء التي وقعت في المرة الأولى، وفي منتصف الطريق سمعوا أصوات "لنشات"، فهبطوا تحت الماء إلى أن انتهى الصوت ثم طفوا فوق الماء مرة أخرى، وبعدها قال الرقيب فتحي محمد: إن "البدي" الخاص به لا يمكن أن يتحمل ولا يستطيع أن يستكمل العملية، فقرر رامي عبدالعزيز أن ينفذ العملية وحده، وأن يعود زميله إلى نقطة الإنزال في العقبة.

وأصدر الرقيب فتحي قرارا بالعودة إلى نقطة الإنزال، وغطسوا الثلاثة على بعد نحو كيلو متر من الهدف، وعند وصولهم لميناء إيلات لم يشاهدوا أي أثر للسفينتين، حيث الظلام يخيم على الموقف، فقرروا مسح الشاطئ بالكامل حتى عثروا على لنشات مطاطية تقوم بحراسة ليلية وترمي مفرقعات في المياه خوفا من رجال الضفادع، فتيقظوا أن الصيد الثمين يتمركز حول هذه النقطة، وبعد التأكد أن السفينتين موجودتان، توجه عمرو البتانوني إلى "بيت شيفع" وتوجه رامي عبدالعزيز إلى "بات يام"، وكان يعوم على بعد 3 أو 4 أمتار من السطح في وجود الدوريات الإسرائيلية، ولكن الله أعمى أبصارهم عنهم، وقام بالتركيز تحت الماء ووضع اللغم في المكان المناسب ليتحقق الهدف ويتم تدمير وإغراق السفينة وضبط وقت التفجير بعد ساعتين، وبعد نحو أكثر من 750 مترا التقى بعمرو البتانوني وزميله في المجموعة.

وفي منتصف الطريق وعلى بعد نحو 3 كيلو مترات تفجر اللغم تحولت "بات يام" إلى قطعة من اللهب، وتفتتت وغرقت وقتل بداخلها 274 إسرائيليا، أما سفينة "بيت شيفع" فنتيجة لتفجير اللغم في "بات يام" وإغراقها قبل تفجير "بيت شفيع" تنبهت القيادات وأعطت أوامر لتتحرك السفينة إلى منطقة ضحلة بالميناء حتى لا تغرق.

وبهذه العملية دخل البطل القبطان رامي عبدالعزيز التاريخ، وسجل اسمه في الموسوعة العسكرية العالمية كأقوى ضفدع بشري، وصاحب عمل خارق للعادة ولكافة قوانين قتال رجال الضفادع البشرية.

حصل البطل القبطان رامي عبد العزيز على العديد من الأوسمة والنياشين، أهمها نوط الشجاعة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عقب عودته من هذه العملية.
الجريدة الرسمية