رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس ورئيس ورئيس


رئيس تحتفل مصر بمرور مائة عام على وفاته، تذاكر تاريخه، تتذكر دهاءه، تدعو له، تترحم عليه تتمنى لو استمر، ذلك هو بالطبع، وبالقطع بطل الحرب وبطل السلام محمد أنور السادات.


ورئيس خرج من القفص، ووقف أمام القفص، في الأولى صمد لجميع ألوان الاتهامات والبشاعات، والسباب والشتائم، وبرأته المحاكم، واحدة تلو الأخرى من القضايا إلا قضية، يتحسر الناس على أيامه وعيشة أيامه، وهم الذين سخطوا عليه وثاروا للإطاحة به فتنحى طوعا، أن ينزلق الوطن إلى هاوية الدمار والاقتتال، وهو من أمضى عمره مقاتلا عنه وحريصا عليه.

الفساد استشرى في عهده، كان في عهد السادات، وكان في عهد عبد الناصر ولا يزال في عهد الرئيس السيسي، وسيبقى في عهود كل من سيأتي لحكم البلاد، لأن الفساد من طبائع العباد، وهو من أكثر المساوئ التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، ذلك هو الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذي حبسه رئيس ثان هو ذاته في القفص والمحبوس صار حرًا طليقًا يشهد عليه!

ورئيس هو أول جاسوس مدني منتخب، أول من كره مصر، أول من لم يعرف قدرها، أول من عمل على هدمها، أول من باع أسرارها، أول من فتح حدودها للإرهابيين، أول من قطع العلاقات مع سوريا الشقيقة، أول من اعتبر شيمون بيريز صديقه العزيز وتمنى الخير لدولة إسرائيل الشقيقة له!

ذلك هو محمد مرسي الحاصل على الدكتوراه، وعاش في كاليفورنيا، موضع الفن والصياعة الأمريكية، وعاد منها بلسان ثقيل النطق في الإنجليزية، وبعقل أثقل في الفهم، وبقلب أسود على مصر، رئيس قسم المصريين، إخوانا مسلمين وكفارا، أهله وعشيرته، وبقية الشعب خارج الحسبان.

باع للناس طائر النهضة الخرافي، واستخدم إعلاميين مصريين وصحفيين كبارا حفاضات لإفرازاته القذرة، استعمل عماد أديب وغيره من السذج على استعادة أي وجه وطني بحجة أنه من رجال مبارك، كانوا في خدمة الدولة المصرية وليس مبارك، لذلك عاد شرفاء كثيرون للعمل العام لأنهم وطنيون، وطنًا لا حزبًا، ولهم جدارتهم العلمية والعملية.

هؤلاء الرؤساء الثلاثة مروا تباعًا وفي تزامن قدري عجيب هذا الأسبوع، بل خلال ٧٢ ساعة فقط، أمام الذاكرة المصرية وعلى الهواء، رئيس بين يدي الله، تحت الأرض، أمامه تشريفة يومية إجلالًا وامتنانًا، ورئيس بلغ من العمر عتيًا، في التسعين، يتمتع بذاكرة رجل الدولة، مثل للشهادة أمس أمام المستشار محمد شيرين فهمي، محترم القانون، مستأذنًا الجيش والرئيس السيسي في الإدلاء بالمعلومات، قبل أن ينطق وقبل أن يزيح الستار عما لديه في قضية اختراق الحدود وتخريب البلاد في عهده.

قال أخشى ارتكاب مخالفة: انتهى مما كنت فيه لأبدأ بمخالفة أخرى؟ أريد الإذن من القوات المسلحة، مع ذلك قال إن الإخوان نسقوا دوليًا ومبكرًا من قبل ٢٠١١ لإحداث الفوضى والهيصة في مصر، أما الرئيس الثالث فمعدوم ومؤبد، وتاريخه أسود وصفحته طين، ومكروه من كل المصريين، ومقرون عندهم بالخراب والعمالة والهطل، وهو الآن يقف في القفص وأمره إلى عشماوي يرسله إلى الآخرة!

الثلاثاء كان يوم السادات حيا بعد استشهاده عام ١٩٨١ في الاحتفال بيوم انتصاره في السادس من أكتوبر، والأربعاء كان يوم مبارك خارج القفص، وكان يوم الجماعة الإرهابية ومرسي، وهم داخل القفص!
ما أعجبك يا مصر..
Advertisements
الجريدة الرسمية